وقد أوقفناها في جزيرة موحلة في منتصف المجرى وبدأنا في شدها.
إن النصف الآخر كان عميقا وليس أمامنا سوى ساحل موحل رملي يرتفع حوالي ثلاثة أقدام. إننا مضطرون للسير ، وكنا نتراقص بفعل الأرض الموحلة الزلقة المهلكة. أخيرا كان الرجال يزمجرون وهم خائفون مما أربكهم وقد غطسوا ثانية ووجدوا أنفسهم غير قادرين على ضمّ أرجلهم فالأرض كانت زلقة ، وقد برك الجمل على ركبتيه وكان «صالح» خلفي يحدث صوتا كأنه كان يغوص في الوحل والمياه تغمر الأشياء التي معنا.
وقد أعدت أشيائي بواسطة العصاة الغليظة التي أستعملها لضرب الجمل ، وأخذ «صالح» يدور حولي وأنا في الوحل. إننا الآن مبتلين و «صالح» يمسك يلجام الجمال ، إلى أن أقتطع عصاة أخرى جديدة وهو الآن يدفعها إلى الأمام وأنا أضربها من الخلف لحثها على وقمنا بعبور النهر (نهر وادي غابريغ).
نحن وكل ما نحمله من فرش النوم والبطاطين في حالة سيئة ولن نتمكن من سياقة الجمال لمدة العشرة أميال المتبقية للمعسكر التي نحن الآن قد قطعنا نصفها بين (غابريغ) و (جغين) وقد خيّمنا وتناولنا طعام الغداء ، بعد ذلك غفونا لمدة نصف ساعة وكان القمر متألقا ولا معا بعد ذلك اتجهنا إلى (جاسك).
عموما إننا الآن قد قطعنا الجزء الأكبر من الرحلة على غير ما كنّا متوقعين ، وعند ما بدأنا السير توارى القمر خلف الغيوم ، فصعوبة ركوب الجمل على الطريق الوعرة من سطح الجبال الرملية في ليلة مظلمة يحتاج إلى خبرة ، والأمور التي كانت من الممكن التحكم فيها أصبحت الآن ليس لدي القدرة على اختيارها ، وهكذا حسب ما كنت أنا و «صالح» نسوق الجمال حتى على الأرض المستوية وفي أثناء النهار ونفكر في أننا ربما نقع بسهولة في المجرى أو نقفز. لكننا اليوم نبذل قصارى جهدنا لنشق الظلمة.