(غابريغ) حوالي مائة ياردة عرضا. وصفة هذا النهر له ضفة أو طرف جانبي رملي بارتفاع اثنين إلى ثلاثة أقدام ، وهذا الساحل به كتل من الرمال التي تندفع مسرعة إذا ما لمسها الماء.
الضفّة الأخرى بها انحدار رملي كذلك وهناك جزر رملية وهي مغطاة كلية بوحل زلق كان مهلكا للجمال. بحيث تنزلق في بعض الأوقات أرجلها وتشج. إن أول عملية عند وصولنا إلى ضفاف النهر أن نتوقف ونرسل اثنين من الرجال ليقطعا النهر وليكتشفا مدى عمق القاع. لقد وضعا ملابسهما على رؤوسهما وأخذا يمشيان بالعصى وهم يتمايلان فربما تعلق أرجلهما بالوحل في المكان الرملي الناعم الزلق. باقي الرجال يقفون على الضفة ويتمازحون حتى أن صدى هذا المزاح كان يحدث صوتا ، وفي بعض الأوقات يصل مستوى الماء والوحل إلى وسط أجسادهما إلا في المجرى العميق فإنهم يطفون إلى أعلى عند ضرب الماء بأيديهما. أحيانا تكون هناك أماكن سيئة نجد فيها علامات من نبات «الطرفاء» ، وأحيانا أماكن مستوية وقد يقطع الرجال مسافات من السير ، ويسيرون أسفل الممر هكذا عكس ما ذكره «د. نوتون» في كتابه (نصائح للسفر) والذي قال فيها : «إن خوض النهر أحيانا يكون سهلا مرتين وأحيانا أخرى يصعب خوضه» ، وفي بعض الأحيان يكون الجمل غير محمّل فيقطع النهر مرات ومرات عديدة ، وإذا كان الجمل محمّلا حملا ثقيلا لا يقدر على عبور النهر.
عند ما يكون الطريق جاهزا يمشي الجمل المحمّل أولا مع اثنان أو ثلاثة من الرجال على جانب ليسندون الجمل ، واثنان خلفه بعصاهم الكبيرة لحثّه على المشي ليبذل قصارى جهده قبل أن يغوص في الوحل.
مع عدد من الرجال تصبح عملية اجتياز النهر سهلة ، ولكنها كانت تختلف معي و «صالح» بغير رجال آخرين معنا. على كل حال إننا حاولنا مع الجمال السير لنعبر النهر ولكنها كانت خائفة تريد الرجوع إلى الشاطئ