يعطوني جملا ، قررت أن أمشي. ومرة أخرى ذهب معي «عبد الله» وكان يضحك وهو غاضب يقول أنهم سيأتون وراءنا. وقد كان سرجي هذه المرة عليه طبقة سميكة من الثلج لأنني قد اخترقت أخدودا طويلا من الثلج المجمد.
بعد ثلاثة أميال أخرى نزل «بارجة» من خلف «عبد الله» تحت شجر (البيش) كان كومة من الأغطية ، فقد قام «عبد الله» بسلوكه البطولي بأن ترك أخاه ولحق بي. حقا إنها عاصفة ثلجية عنيفة ولإعطاء فكرة عن البرودة فقد شعرت بأن فخذي الأيمن قد تجمّع عليه الثلج وتجمّد وقد تقشر الجلد من عليه ، كان ذلك خلال الأيام الثلاثة التالية.
بعد ساعة أخرى توجهنا إلى الجنوب وكان الجوّ أفضل من السابق. وبعد حوالي ٢ ميل من (بنوج) توقفت الريح وأشرقت الشمس فتوقفنا وأشعلنا النار ، وكان معنا بارجة ومزحنا معه ثم أكلنا بعض اللحم والتمر. وقد تابعنا سيرنا تقريبا حوالي ميل واحد بطول الطريق. بعدها كانت هناك أرض واسعة وبيت مبني من الطوب الأبيض فتبين بأنه مسجد. بكل دقة ألقيت نظرة على المنطقة فوجدت دوائر مخططة ، وحسب توقعاتي كانت تلك الدوائر قد رسمها الملّا بمناسبة شهر محرم ، وقد قالوا بأنه فعلا كذلك ، لم يكونوا مهتمين بالأمر وإنني قد ذكرت سابقا أن الدين في هذه المنطقة محدّد «بالملّا» والشباب في المدينة.
لقد كان «شاكر خان» غائبا في (جيه) وقد أرسل رجاله عشاء طيبا ولكن كمية بسيطة. وقد كان الرقاق المصنوع من الأرز هو من أطيب الطعام. إنني قد بدأت ثانية علاوة على البرد الذي مررنا به أن نصادفنا صعوبات أخرى ، لذلك فقد نهضت في اليوم التالي قبل ساعتين من شروق الشمس وأخبرت «جلال» بأن يوقد النار. وكان في الخارج حاجزا بالعرض ليعلّق عليه قرب الماء للمنازل المختلفة وكانت صلبة مثل