(بنوج) المكان الذي يمكن أن أجد فيه جمالا قوية.
عند ما نهضنا من النوم في اليوم التالي كنا مكسوون بالثلج ، ونجلس تحت أشجار (البير) ، الآن هناك سرب من طيور (الكولاكس) الصغيرة ، وكان تغريد البلبل جميلا. وقد تخيلت صورة صف من طيور صغيرة تعشش مع بعضها في غصن مكسو بالثلج ، وكانت هذه الطيور لا تستطيع النهوض بسبب البرد القارس. وتغريد هذه الطيور كان عبارة عن زغردة طويلة تبدأ من أعلى النوتة إلى أسفلها وكل نوتة تنقسم إلى ثلاثة أقسام كما تخيلتها. بعد ساعات من التغريد تبدأ في اصطياد طعامها.
إن «عبد الله» و «بارجي» ما زالا متجمدين ولكن أمام النار كانت هناك كومة ثانية تحترق بلا دخان في الرماد. إنني قد عرفت من خبرتي أنها رأس الضأن التي بدت وكأنها قطعت الآن من الشاة وإنها مدفونة في رماد النار والرماد مدفون في الرمل. كان الطعام يعد في الليل ولكنه في النهاية لذيذ الطعم ، يظهر أن أحدا قد نادى على جلال وأبدى ملاحظاته الشائنة عن قذارة البلدة.
لم نتمكن من السير حتى تتوقف العاصفة الثلجية ، حسب البوصلة ، فالثلج سيستمر لمدة ثلاثة أيام وربما تموت الجمال. لقد خففت ملابسي وبدأنا في السير حوالي الساعة التاسعة والنصف وكانت الريح الشمالية قد أذابت الثلج وأصبح البرد غير محتمل وأصابعي المكشوفة قد تجمدت تماما.
بعد أربعة أميال مررنا بقافلة تستظل تحت شجر (البيش) أو (القش) ، وقد قرر رجالي فورا أن نتوقف لكن أنا و «جلال» وأنا تابعنا سيرنا فوجدوا أنفسهم خلفنا ، أما سائقوا الجمال فقد لحقوا بنا. وللمرة الثانية توقف رجالي وهذه المرة قلت بأنني سأتركهم وأذهب ، وحيث أنهم رفضوا أن