مناشدة أمير المؤمنين عليهالسلام للزبير وطلحة
ثم بعث عليهالسلام عمّار بن ياسر وعبد الرحمن بن حَسْل الى طلحة بن عبيدالله والزبير بن العوام وهما في ناحية من المسجد ، [ فأتيا بهما ] (١) فجلسا بين يديه ، فقال عليهالسلام لهما :
« نشدتكما الله هل جئتماني طائعين للبيعة ودعوتماني إليها وانا كارهٌ لها ؟ » قالا : نعم.
قال : « غير مجبورين ولا مقهورين (٢) فأسلمتما لي بيعتكما ، واعطيتماني عهدكما » ؟ قالا : نعم.
قال : « فما دعاكم بعد هذا الى ما أرى ».
قالا : اعطيناك بيعتنا على ان لا تقضي الامور ولا تقطعها من دوننا ، وان تستشيرنا في كل امرٍ ولا تستبدّ بذلك علينا ، ولنا من الفضل على غيرنا ما قد علمت ، [ فرأيناك قسمت القسم وقطعت الامر وقضيت بالحكم بغير مشاورتنا ولم تعلمنا ] (٣).
فقال عليهالسلام : « لقد نقمتما يسيراً وارجأتما كثيراً ، فاستغفرا الله يغفر لكما.
__________________
(١) في البحار : فأتياهما فدعواهما فقاما.
(٢) في البحار : مقسورين.
(٣) في البحار : فأنت تقسم القسم وتقطع الامر وتمضي الحكم بغير مشورتنا ولا علمنا.