الناسُ ! أسقُونا شرْبةً
مِنَ الماء وأطعمونا مما رزقكُمُ الله ، فناداهُ الزبيرُ بنُ العوام يا نَعْثلُ !
لا والله ، لا تذُوقُه .
وذكر ابن ابي الحديد المعتزلي ، قال ، قال
أبو جعفر : وكان لعثمان على طلحة بن عُبيدالله خمسون الفاً ، فقال طلحة له يوماً :
قد تهيأ مالُك فاقبضه ، فقال : هو لك معونة على مروءتك ، فلما حُصِر عثمان ، قال
عليّ عليهالسلام : « أنْشُدك
الله إلا كففت عن عثمان ! » فقال : لا والله حتى تُعِطي بنو أميّة الحقَّ من
أنفسها. فكان عليّ عليهالسلام
يقول : « لحا الله ابن الصّعبة ! أعطاهُ عثمان ما أعطاه وفعل به ما فعل ! » .
بعد هذه الاحاديث الدالة على مساهمة
طلحة والزبير مساهمة فعالة ، حتى ضيّقوا الخناق عليه ، ومنعوا من دخول الماء إليه
، حتى كان يستنجد عدة مرات بالامام عليّ عليهالسلام
، فيحاول الامام على الرغم من ممانعة طلحة إيصال الماء الى عثمان. فيروي ابن
الاثير في هذا الشأن : فقال عليّ لطلحة : « أريد أن تُدخل عليه الروايا ، وغضب
غضباً شديداً حتى دخلت الروايا على عثمان » .
حتى قتل عثمان بتحريضٍ منهم ، ثمّ بعدها يتظاهرون بالطلب بدمه الذي هم سفكوه ، بعد
مبايعتهم علياً عليهالسلام
، فأظهروا الندم ، وأثاروا الفتنة ، وجمعوا من حولهم الغوغاء ، واصحاب النفوس
المريضة امثال : مروان بن الحكم ، وسعيد بن
__________________