ثم مرّ بنا فارسٌ ثالث على فرسٍ كميت ، متعمماً بعمامة صفراء من تحتها قلنسوةٌ بيضاء ، عليه قباء مصقول ، متقلداً بسيفٍ ، متنكباً قوساً ، معه نحو الف فارس ، وبيد راية.
فقلت : من هذا ؟
فقيل لي : هذا أبو قتادة بن ربعي الانصاري.
ثم مرّ بنا فارسٌ رابع (١) ، شديدُ الادمة ، على فرسٍ اشهب ، عليه سكينةٌ ووقار ، رافعاً صوته بتلاوة القرآن المجيد ، بيده رايةٌ بيضاء ، وعليه عمامةٌ سوداء ، وثياب بيض ، متقلداً بسيف ، متنكباً قوساً ، معه نحو الف فارس مختلفي التيجان ، حوله شيوخٌ وكهولٌ وشبان [ كأنما قد أوقفوا للحساب ] (٢) جباههم مسودة من أثر السجود.
فقلت : من هذا ؟
فقيل لي : هذا عمّار بن ياسر الانصاري ، والذين معه من المهاجرين والانصار.
ثم مرّ بنا فارسٌ خامس (٣) ، على فرسٍ اشقر ، على رأسه قلنسوة
__________________
لقد بعته وما معنا من أحد ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لخزيمة : كيف شهدت بهذا ؟
فقال : يا رسول الله ، بأبي أنت وأمي تخبرنا عن الله واخبار السموات فنصدقك ، ولا نصدقك في ثمن هذا. فجعل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم شهادته شهادة رجلين فهو ذو الشهادتين.
انظر : الاختصاص : ٥٨.
(١) في مروج الذهب : اخر.
(٢) سقطت من الاصل ، وهكذا وردت في مروج الذهب.
(٣) في مروج الذهب : اخر.