ذلك لو هدي لرشده.
ثم كذلك تطوف البلاد إلى أن توفّي في الغربة وجاء نعيه إلى نيسابور وقعد أبوه للعزاء وتولّى تربية بناته. ومسموعاته الصحيحة معنا كثيرة لكنه عفا الله عنّا وعنه ساقط الرواية غير محتج به.
ـ ١٨٢٣ (١) ـ
[أبو عبد الله الفراتي]
ومنهم سعيد بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن أبيّ بن أحمد بن الفرات أبو عبد الله الفراتي الأمير الرئيس ، أحد كبار العصر من أهل النواحي التي تتزين بمثله البلاد ، وله [في] المآثر والمعالي الطريف والتلاد.
أما أصل الدوحة فمن نسل الزهد والورع والعلم فناهيك به اعتدادا وافتخارا وعليه اعتمادا وبشرفه اعتضادا ، فهو الأساس والسيد والراس ثم اتصل به الحكومة والقضاء والحشمة والاستيلاء والرفعة في المنزلة والعلاء في آخر الأمر إلى الرياسة والزعامة ، واستتمام السيادة والسياسة ، وظهور البسط في المروّة والثروة ، واشتهار الذكر ، والقربة عند الملوك والسلاطين ، وبلوغ الأمر مبلغا صدقت الرعيّة في وصل الحبال من أغصان الوزارة بدوحتهم ، واستيفاء بعض اطرافها بمصاهرتهم ومناكحتهم ، حتى أثمرت الشجرة ثمارا جلت بتدليها وقرت العيون بتناسلها ومواليها.
وهذا الصدر بكمال فضله ، طرّز أكمام أصله ، ووطّد أسباب الامارة بمسامير عدله ، وسبق اوليه ببراعة ادركت منتهاها ، أما النثر ففاق النثرة قدرة بلغت مداها وغير في وجوه منافسيه بلاغة [كذا] ، وأما النظم فجاز الشعرى شعره وله الطبع القاذف ويزيد الملك والأمارة والطريقة التي هي على مرة نفسه المريرة من إظهار الامارة ، هل ما سبقت [ظ] إلى حضيض العدل والنسيب من نفاع الصنعة [ظ] [٢٦ أ] العجيبة والوصف الغريب في ذكر القراع والطعان ، وقطع السباسب والقيعان ، والتلاعب بالسيوف والرماح ، وامتطاء ظهور الفرح أمثال الرياح ، ومنادمة الثواقب في طلب المعالي والمناقب ، وهجران الكرى ووصل السير بالسرى في إدراك ما يعن من المنى في العلى وأمثال ذلك مما هو لذوي الهمم العلية لا القانعين بنيل مقتضى الشهوات الدنية.
__________________
(١) الأنساب ، الخوجاني ، التحبير ٢٤٣ ، منتخب السياق ٧٦٠.