ما دل العرب على عورتنا إلا بعض من معنا ممن رأى إقبال أمرهم وأدبار أمرنا ، وجعل الرجل من الأعاجم يقتل أهله وولده ويلقيهم فى دجيل خوفا من أن يظفر بهم العرب ، وطلب الهرمزان الأمان وأبى أبو موسى أن يعطيه ذلك إلا على حكم عمر فنزل على ذلك ، وقتل أبو موسى من كان فى القلعة ممن لا أمان له وحمل الهرمزان إلى عمر فاستحياه وفرض له ، ثم أنه اتهم بممالأة أبى لؤلؤة عبد المغيرة بن شعبة على قتل عمر رضى الله عنه فقال عبيد الله بن عمر أمض بنا ننظر إلى فرس لى فمضى وعبيد الله خلفه فضربه بالسيف وهو غافل فقتله.
حدثنا أبو عبيد ، قال : حدثنا مروان بن معاوية عن حميد عن أنس ، قال حاصرنا تستر فنزل الهرمزان فكنت الذي أتيت به إلى عمر بعث بى أبو موسى فقال له عمر : تكلم فقال : أكلام حي أم كلام ميت ، فقال : تكلم لا بأس فقال الهرمزان : كنا معشر العجم ما خلى الله بيننا وبينكم نقضيكم ونقلتكم فلما كان الله معكم لم يكن لنا بكم يدان ، فقال عمر : ما تقول يا أنس ، قلت تركت خلفي شوكة شديدة وعدوا كلبا ، فإن قتلته بئس القوم من الحياة فكان أشد لشوكتهم وأن استحييته طمع القوم فى الحياة ، فقال عمر : يا أنس سبحان الله ، قاتل البراء بن مالك ، ومجزاة بن ثور السدوسي ، قلت : فليس لك إلى قتله سبيل ، قال : ولم أعطاك أصبت منه ، قلت : ولكنك قلت له لا بأس فقال : متى لتجيئن معك بمن شهد وإلا بدأت بعقوبتك ، قال : فخرجت من عنده فإذا الزبير بن العوام قد حفظ الذي حفظت فشهد لى فخلى سبيل الهرمزان فأسلم وفرض له عمر.
وحدثني اسحاق بن أبى إسرائيل ، قال : حدثنا ابن المبارك عن ابن جريج عن عطاء الخراساني ، قال : كفيتك أن تستر كانت صلحا فكفرت فسار إليها المهاجرون فقتلوا المقاتلة وسبوا الذراري فلم يزالوا فى أيدى سادتهم حتى كتب عمر خلوا ما فى أيديكم.