مرزبان المذار فهزمه ، وآخرون يزعمون أنه واقع المرزبان وهو مع خالد بن الوليد ، وقوم يقولون أنه سلك الطريق على فيد والثعلبة إلى العذيب.
حدثني عفان بن مسلم قال حدثنا حماد بن سلمة ، قال : حدثنا داود بن أبى هند ، قال أخبرنى الشعبي أن عمر وجه جرير بن عبد الله إلى الكوفة بعد قتل أبى عبيد أول من وجه قال هل لك فى العراق وانفلك الثلث بعد الخمس؟ قال نعم ، قالوا واجتمع المسلمون بدير هند فى سنة أربع عشرة وقد هلك شيرويه وملكت بوران بنت كسرى إلى أن يبلغ يزدجرد بن شهريار فبعث إليهم مهران بن مهر بنداذ الهمذاني فى اثنى عشر ألفا فأمهل المسلمون له حتى عبر الجسر وصار مما يلي دير الأعور ، وروى سيف أن مهران صار عند عبور الجسر إلى موضع يقال له البويب وهذا الموضع الذي قتل به ، ويقال أن جنبتي البويب أفعمت عظاما حتى استوى وعفا عليها التراب زمان الفتنة وأنه بإيثار هناك وذلك ما بين السكون وبنى سليم فكان مغيضا للفرات زمن الأكاسرة يصب فى الجوف ، وعسكر المسلمين بالنخيلة.
وكان على الناس فيما تزعم بجيلة جرير بن عبد الله ، وفيما تقول ربيعة المثنى بن حارثة ، وقد قيل : أنهم كانوا متسايدين على كل قوم رئيسهم فالتقى المسلمون وعدوهم فأبلى شرحبيل بن السمط الكندي يومئذ بلاء حسنا ، وقتل مسعود بن حارثة أخو المثنى بن حارثة ، فقال المثنى : يا معشر المسلمين لا يرعكم مصرع أخى فإن مصارع خياركم هكذا ، فحملوا حملة رجل واحد محققين صابرين حتى قتل الله مهران وهزم الكفرة فاتبعهم المسلمون يقتلونهم فقتل من نجا منهم ، وضارب قرط بن جماح العبدى يومئذ حتى انثنى سيفه وجاء الليل فتناموا إلى عسكرهم وذلك فى سنة أربع عشرة فتولى قتل مهران جرير بن عبد الله ، والمنذر بن حسان بن ضرار الضبي ، فقال : هذا أنا قتلته ، وقال هذا أنا قتلته وتنازعا نزاعا شديدا