فى الخراج إلى المدينة فى البحر فكان ذلك يحمل ويحمل معه الزيت فإذا ورد الجار تولى قبضه سعد الجار ، ثم جعل فى دار بالمدينة وقسم بين الناس بمكيال فانقطع ذلك فى الفتنة الأولى ، ثم حمل فى أيام معاوية ويزيد ثم انقطع إلى زمن عبد الملك بن مروان ثم لم يزل يحمل إلى خلافة أبى جعفر وقبيلها.
وحدثني بكر بن الهيثم ، قال : حدثني أبو صالح عبد الله بن صالح عن الليث بن سعد عن يزيد بن أبى حبيب : أن أهل الجزية بمصر صولحوا فى خلافة عمر بعد الصلح الأول مكان الحنطة والزيت والعسل والخل على دينارين دينارين ، فألزم كل رجل أربعة دنانير فرضوا بذلك وأحبوه.
وحدثني أبو أيوب الرقى ، قال : حدثني عبد الغفار الحراني عن ابن لهيعة عن يزيد بن أبى حبيب عن الجيشاني ، قال سمعت جماعة ممن شهد فتح مصر يخبرون أن عمرو بن العاصي لما فتح الفسطاط وجه عبد الله بن حذافة السهمي إلى عين شمس فغلب على أرضها وصالح أهل قراها على مثل حكم الفسطاط ، ووجه خارجة بن حذافة العدوى إلى الفيوم والأشمونين وأخميم والبشر ودات وقرى الصعيد ففعل مثل ذلك ، ووجه عمير بن وهب الجمحي إلى تنيس ودمياط وتونة (١) ودميرة وشطا ودقهلة وبنا وبوصير ففعل مثل ذلك ووجه عقبة بن عامر الجهني ، ويقال : وردان مولاه صاحب سوق وردان بمصر إلى سائر قرى أسفل الأرض ففعل مثل ذلك ، فاستجمع عمرو بن العاصي فتح مصر فصارت أرضها أرض خراج.
وحدثنا القاسم بن سلام ، قال : حدثنا عبد الغفار الحراني عن ابن لهيعة عن ابراهيم بن محمد عن أيوب بن أبى العالية عن أبيه ، قال : سمعت عمرو
__________________
(١) قرية كانت قرب دمياط وبها ولد الحافظ المحدث عبد المؤمن بن خلف الدمياطي رحمهالله.