بالقسطنطينية واجتمع المسلمون فرجعوا إليهم فاقتتلوا على اليرموك أشد قتالا وأبرحه واليرموك نهر ـ وكان المسلمون يومئذ أربعة وعشرين ألفا وتسلسلت الروم وأتباعهم يومئذ لئلا يطعموا أنفسهم فى الهرب ، فقتل الله منهم زهاء سبعين ألفا وهرب فلهم فلحقوا بفلسطين وأنطاكية وحلب والجزيرة وأرمينية. وقاتل يوم اليرموك نساء من نساء المسلمين قتالا شديدا ، وجعلت هند بنت عتبة أم معاوية بن أبى سفيان تقول : عضدوا الغلفان بسيوفكم.
وكان زوجها أبو سفيان خرج إلى الشام تطوعا وأحب مع ذلك أن يرى ولده وحملها معه ، ثم أنه قدم المدينة فمات بها سنة إحدى وثلاثين وهو ابن ثمان وثمانين سنة ، ويقال : إنه مات بالشام فلما أتى أم حبيبة بنته نعيه دعت فى اليوم الثالث بصفرة فمسحت بها ذراعيها وعارضتها ، وقالت : لقد كنت عن هذا غنية لو لا أنى سمعت النبي صلىاللهعليهوسلم يقول «لاتحد امرأة على ميت سوى زوجها أكثر من ثلاث» ويقال : إنها فعلت هذا الفعل حين أتاها نعى أخيها يزيد والله أعلم.
وكان أبو سفيان بن حرب أحد العوران ذهبت عينه يوم الطائف ، قالوا : وذهبت يوم اليرموك عين الأشعث بن قيس ، وعين هاشم بن عتبة ابن أبى وقاص الزهري ، وهو المرقال : وعين قيس بن مكشوح. واستشهد عامر بن أبى وقاص الزهري ، وهو الذي كان قدم الشام بكتاب عمر بن الخطاب إلى أبى عبيدة بولايته الشام ، ويقال : بل مات فى الطاعون ، وقال بعض الرواة استشهد يوم أجنادين وليس ذلك بثبت.
قال : وعقد أبو عبيدة لحبيب بن مسلمة الفهري على خيل الطلب فجعل يقتل من أدرك ، وانحاز جبلة بن الأيهم إلى الأنصار فقال : أنتم إخوتنا