قلت : وسيأتى أن
هارون الرشيد كتب : أن يكون ولى عهده بعده محمد الأمين ثم عبد الله المأمون ، وبايع لهما على ذلك أعيان مملكته ، وكتب مبايعتهم ،
وأرسل نسخة ذلك العهد وعلقها فى الكعبة.
ثم لما وقع بعد
الاختلاف بينهما وأرسل الأمين عسكرا لقتال أخيه المزمون ، أرسل إلى مكة ، وأخرج
كتاب العهد من الكعبة ومزقه ؛ فمزق الله ملكه ، وانكسر عسكره ، وانتصر المأمون
وجاء إلى بغداد وحاصر الأمين ، إلى أن أمسكه عبد الله بن طاهر وقتله ، وأتى برأسه
إلى المأمون ، وسيأتى تفصيل ذلك جميعه إن شاء الله تعالى.
ثم لما وقعت الفتن
بمكة أخذت تلك المعاليق من الكعبة ، فصرفت فى ذلك ، وقد كانت الملوك ترسل بقناديل
الذّهب وتعلق فى الكعبة.
وكانت شيوخ سدنة
البيت الشريف إذا احتاجت اختلست منها ما تسد به خللها ، وتدفع به فقرها واحتياجها
، وقد أدركناه فى زمن الصبا ، وقد خفت القناديل.
__________________