فى الحطيم تجاه بيت الله تعالى ، ويخلط الطائفين بنظره ، ويستمر جالسا هناك إلى صلاة المغرب ، فيطوف بعد صلاة المغرب ويسعى ، ويعود إلى منى ، وكان يقول : إن أولياء الله لا بد أن يحجوا كل سنة ويفعل الأفضل ، وهو : ألا يتأن بطواف الزيارة فى أول يوم النحر ، فأبادر إلى النزول من منى فى ذلك اليوم ، وأجلس فى الحطيم أشاهد الطائفين ؛ لعل أن يقع نظرى على أحدهم ، أو يقع نظره علىّ ، فيحصل لى بذلك بركتهم.
ويستمر على ذلك إلى أن كف بصره (رحمهالله تعالى) ، فكنا نذهب به ، ونجلسه فى الحطيم ، ويقول : إن كنت لا أنظرهم ، فلعل أن يقع نظرهم علىّ ، فيحصل لى بركتم ، واستمر على ذلك إلى أن توفى (رحمهالله تعالى).
يخفون أنفسهم عن أعيني الناس فلا يراهم إلا من أسعده الله تعالى ؛ المسئول أن يجعلنا من سعداء الدنيا والآخرة ، بمنّه وكرمه ، إن شاء الله ، آمين.
* * *