حضرها الأمراء والقضاة ، والفقهاء والأعيان باسم السلطان سليم ، وأهديت إلى صحائف الشريفة ثوابها ، وقرر للإمام مصلح الدين ثلاثين نفرا يقرأ كل واحد منهم جزءا شريفا فى كل يوم يكمل بهم ختمه كاملة ، يهدى ثواب ذلك إلى السلطان سليم خان.
وقرر لهم مفرق الأجزاء ، وداعيا وحافظا للأجزاء ، وجعل لكل واحد منهم اثنى عشر دينارا ذهب ، فى دفتر الصدقات الرومية ، يصل إليهم فى كل عام ، ثم جمع طائفة من الفقراء وأعطى لكل نفر ثلاثة دنانير ذهب متفرقة ، وكتب أسمائهم فى الدفتر ، ثم كتب بيوت فقهاء مكة المشرفة ، وكتب أسماء من فى البيوت ، وعين لكل نفر منهم ثلاثة دنانير ذهبا ، وألحق ذلك فى دفتر الومية ، وسماها البيوت ؛ وهى باقية إلى الآن ، ثم كثر عليه الفقراء ، فجمعهم فى حوش كبير ، وأعطى لكل واحد دينارين ذهب ، وسماهم العامة ، وكتب أسمائهم وألحقهم بالدفتر.
وهذا الترتيب كله باق إلى الآن ، وثوابه لمن أسس هذا الخيرات ؛ جاريا فى صحائف حسناته إلى يوم القيامة ، ثم خطب الخطيب شرف الدين يحيى النورى خطبة التروية ، فى سابع ذى الحجة ، وفى ظهر اليوم الثامن توجه الناس إلى عرفات ، وتوجه الأمير مصلح الدين بالمحل الرومى ، وتوجه المقر العلاى بالمحل المصرى ، إلى عرفات ، وصلوا فى اليوم التاسع صلاة الظهر والعصر جمعا بينهما بعد الزوال ، بعد أن خطب الخطيب فى مسجد نمره ، ثم شرعوا فى الوقوف فى ذيل جبل الرحمة وعرفة.
ووقف بين يديه الأمير مصلح الدين بالحمل الرومى ، والأمير الحاج المصرى بالحمل المصرى ، ولم يصل فقى ذلك العام الحمل الشامى ، ودعا الخطيب للسلطان سليم خان ، وكذلك سائر الحجاج ، وأفاض الإمام وأفاض الناس معه.
وكانت الوقفة الشريفة يوم الأربعاء المبارك ، وبانوا بالمزدلفة ، ثم أفاضوا بعد فجر يوم النحر إلى منى ونزل شيخ الكعبة من منى فى يوم النحر ، ونزل