أيام اعتدال الليل
والنهار ، وتزيد المرحلة الثانية على جميع الليل بشىء قليل ، وأما الراكب المجد
والساعى على قدميه فيقطعهما فى ليلة واحدة».
وما رأيت من
علمائنا من صرح بجواز القصر فيها ، بل رأيت من أدركت من مشايخى المنفية ، كانوا
يكملون الصلاة.
وأما أنا فأرى
لزوم يالقصر فيها ؛ لأن مدة القصر عندنا ثلاث مراحل ، تقطع كل مرحلة فى أكثر من
نصف يوم بسير الأثقال ، وهاتان المرحلتان يكونان على هذاي الحال ثلاب برد فأزيد.
ثم رأيت فى موطأ
الإمام مالك رضياللهعنه حديثا صحيحا ، يدل على صحة ما جنحت إليه صورته ، عن مالك ،
أنه بلغه ، أن ابن عباس كان يقصر الصلاة فى مثل ما بين مكة والطائف وعسفان ، وفى
مثل ما بين مكة وجده. انتهى ، والله تعالى أعلم.
ثم وقعت زيادة عبد
الله بن الزبير (رضى الله تعالى عنه) ، وهو صحابى ابن صحابى ، أحد العشرة المشهود
لهم بالجنة ، وأمه أسماء بنت أبى بكر الصديق رضياللهعنهما ذات النطاقين ، وخالته عائشة الصديقة رضياللهعنهما.
ولد بالمدينة بعد
عشرين شهر من هجرة النبى صلىاللهعليهوسلم وهو أول مولود للمهاجرين بعد الهجرة ، وفرح المسلمون
بولادته فرحا شديدا ، إلا أن اليهود زعموا أنهم سحروا المسلمين فلم يولد لهم ولد ،
وحنكه رسول الله صلىاللهعليهوسلم بتمرة لأكلها ، وسماه عبد الله ، وكناه أبا بكر ؛ باسم جده
الصديق رضياللهعنهم.
وكان صواما قواما
طويل الصلاة ، وصلا للرحم عظيم الشجاعة قويا ، قسم الليالى إلى ثلاث ، فليلة يصلى
قائما إلى الصبح ، وليلة يصلى ويستمر راكعا إلى الصبح ، وليلة يصلى ويستمر ساجدا
إلى الصبح.
وروى عن النبى صلىاللهعليهوسلم ثلاثة وثلاثين حديثا ، وكان ممن أبى البيعة ليزيد ، وفر
إلى مكة ، وأطاعه أهل الحجاز واليمن والعراق وخراسان ، ولم يخرج