وأمره أن يحسن صحبة من تبعه من الجنود ، بتعهدهم في البعوث ، وان يكثر عرضهم ويتفقد دوابهم ، وأسلحتهم وأخذهم باستجادتها والثقة فيها ، فان ذلك مما يزيد الله أهل السلامة (١) تمسكا بها ، وأهل الدعارة تنائيا عنها.
وأمره أن يعرف لقواد أمير المؤمنين وشيعته حقوقهم ، وينزلهم منازلهم ، ويزيد في اكرامهم ورفع مقاديرهم ، فان ذلك مما يشحذ نياتهم ، ويزيد في بصائرهم.
وأمره بأن لا يأخذ أحدا بقرف أو تهمة دون أن يكون من أهل الريب والظنة. وان لا يعاقبه بشبهة دون أن تظهر له الدلائل البينة ، والعلامات الواضحة. وأن لا يأخذ أهل التصون والسلامة ، بجرائم الدعار ، وذوي المفسدة
وأمره أن يبسط الامان لمن أتاه سلما ، ولا يجعل ذلك الى الغدر بهم سلما ، ويحذر أن يسمع عنه من استعمال الحيل والمواربة ، ما يقابل عليه بالرواغ من واجب المطالبة.
وأمره أن يتعهد ثغوره وفروجه ، وأطرافه ومصالحه ، ويحترس من اختلال يقع فيها ، ويوليها من له الحنكة والتجربة بمثلها.
وأمره أن يكثر مطالعة أعماله بنفسه ، وثقات من تبعه ، وان يتيقظ في ذلك تيقظا يزيد الريبة ويمنع الغفلة ويصد عن الغرة.
وأمره أن لا يمضي حدا ، أو ينفذ حكما في قود ولا قاص ، الا ما استطلع فيه رأي أمير المؤمنين ، وانتظر من الاجابة ما يكون عليه عمله وعنده وقوفه.
__________________
(١) في س : الاسلام.