[وسأل زبراء أم ولد سعد ان تطلقه ليقاتل ثم يعود الى حديده فأحلفته](١) ، وأطلقته فركب فرس سعد وحمل على الاعاجم فخرق صفهم [وحطم الفيل](٢) الابيض بسيفه وسعد يراه فقال : أما الفرس ففرسي وأما الحملة فحملة أبي محجن ثم رجع أبو محجن الى حديده فلما انقضى أمر رستم قال له سعد : والله لا ضربتك في الخمر أبدا ، قال وأنا والله لا أشربها أبدا وكان ممن أبلى أيضا في ذلك اليوم طليحة بن خويلد الاسدي وقيس بن المكشوح وسلمان بن ربيعة الباهلي ، وقرط (٣) بن جمّاح العدي ، وضرار بن الازور الاسدي ، وقتل الله رستم فوجد بدنه مملوءا من الضرب ولم يعلم على يدي من كان من الناس قتله وانهزم من أفلت من الفرس حتى لحقوا بيزدجرد بالمدائن ، واتبعهم المسلمون فلقيهم النخيرخان ، النهاوندي في جمع عظم من أهل المدائن فاقتتلوا وعانق زهير بن سليم الازدي النخيرخان فسقط الى الارض وأخذ زهير خنجرا كان في وسط النخيرخان فشق به بطنه فقتله. وسار سعد ، والمسلمون فنزلوا ساباط واجتمعوا بمدينة بهرسير (٤) فأقاموا حتى أكلوا الرطب مرتين ، وكان أهل هذه المدينة يقاتلونهم فاذا تحاجزوا دخلوها. فلما فتحها المسلمون أجمع يزدجرد بن شهريار على الهرب. فدلى من قصره في زبيل فسماه النبط برزبيلا ، ومضى الى حلوان ، ومعه وجوه أساورته وبيت ماله وخف متاعه وخزانته والنساء ، والذراري ، وعبر المسلمون دجلة خوضا الى الجانب الشرقي ، فاستولوا على القصر وما فيه بعد الذي حمل منه. ومكثوا بالمدائن أياما. ثم بلغهم ان يزدجرد قد جمع لهم جمعا ووجهه اليهم وان الجمع بجلولاء ، فسرح سعد ابن أبي وقاص اليهم هاشم بن عتبة بن أبي وقاص في اثني عشر ألفا فوجدوا
__________________
(١) بياض في الاصل ، واكمل النص من س ، ت.
(٢) بياض في الاصل : واكمل النص من ت.
(٣) في س : قرظ بن جماح العبدي.
(٤) في س : بهرسير.