فسار عبد الله بن سعد بن أبي سرح ، حتى حل بعقوبة (١) وكان بها بطريق سلطانه من (٢) طرابلس الى طنجة فقاتله أياما. ثم ان الله قتله وهرب جيشه فتمزقوا وكان المتولي لقتله عبد الله بن الزبير ، وبث ابن أبي سرح السرايا ففرقها في البلاد ، فأصابوا غنائم كثيرة. فلما رأى ذلك عظماء أفريقية طلبوا الى عبد الله [ابن سعد](٣) أن يأخذ منهم ثلثمائة قنطار من ذهب على أن يكف عنهم ، ويخرج من بلادهم فقبل ذلك. وقال الواقدي : ان هذا الصلح بلغ ألفي ألف وخمسمائة ألف وعشرين ألفا. فدل على ان القنطار ثمانية آلاف وأربعمائة دينار (٤).
فلما صالح عبد الله بن سعد أهل أفريقية رجع الى مصر ، ولم ينزل على أفريقية أحدا ، ولم يكن لها حينئذ قيروان (٥) ولا مصر جامع. فلما قتل عثمان وقد كان محمد بن أبي حذيفة بن عتبة ابن ربيعة تغلب على مصر وانغلها على عثمان ، وكان الوالي على مصر من قبل معاوية ، عمرو بن العاص ، ثم عزله معاوية. وولي معاوية بن حديج السكوني فبعث في سنة خمسين الى أفريقية عقبة بن نافع بن عبد قيس بن لقيط الفهري ، فبناها واختط قيروانها ، وكان موضوعها غيضة ذات شجر وطرفاء فيها السباع والحيات التي لا ترام ، وبنى بها المسجد الجامع ، ووجه ابن نافع ،
__________________
(١) في س : بعقوة.
(٢) في س : ومن.
(٣) في النسخ الثلاث : عبد الله والاضافة من فتوح البلدان ص ٢٢٨.
(٤) في س ، ت : دنانير.
(٥) في س ، ت : قروان.