علينا بلا عهد». وجعل بها رابطة ، واستخلف (١) عليها وانصرف الى الفسطاط. فبعث طاغية الروم ثلثمائة مركب مشحونة بالمقاتلة وعليهم رجل من أصحابه يقال له ، منوئيل ، فدخل الاسكندرية ، وقتل من بها من المسلمين الا من لطف للهرب ، وذلك في سنة خمس وعشرين ، وبلغ ذلك عمروا (٢) فسار اليهم في خمسة عشر ألفا فتحصن من بها من الروم فنصب عمرو عليها المجانيق وألح بالحرب حتى أخرب جدارها (٣) ، ودخلها بالسيف عنوة فقتل المقاتلة وسبى الذرية ، وقتل منوئيل ، وهدم المسلمون ما بقى من جدار الاسكندرية [لان](٤) عمرا كان قد نذر أنه ان فتحها فعل ذلك وسبى أهل القرى الذين نقضوا أو أعانوا في الحرب وهي بلهيت والخيس ، وسلطس ، فودع سبيها (٥) الى المدينة فردهم عمرو وصيرهم وجماعة القبط أهل ذمة (٦) ، فالاسكندرية في القول الاكثر انها عنوة وفي قول يزيد بن أبي حبيب انها صلح.
وروى عن الواقدي ، يرفعه الى عمر بن عبد العزيز انه قال : لم نفتح قرية من المغرب على صلح الا ثلاثا : الاسكندرية ، وكفرطيس ، وسلطيس ، وانه كان يقول : من أسلم من أهل هذه المواضع خلي سبيله وسبيل ماله. قالوا : قامت الحبش من البيما بعد فتح مصر يقاتلون سبع سنين ما يقدرون عليهم لما يفجرونه من المياه في الغياض (٧).
__________________
(١) استخلف عليها عبد الله بن حذافة بن قيس بن عدي ابن سعد بن سهم بن عمر بن هصيص ابن كعب بن لؤي. انظر : البلاذري : فتوح البلدان ص ٢٢٢.
(٢) في الاصل : عمرا.
(٣) في س : جداراها.
(٤) اضيفت الكلمة من نسخة ت حتى يستقيم الكلام.
(٥) في نسخة ت : فوقع سببهم.
(٦) في س ، ت : اهل الذمة.
(٧) في الاصل : العياض.