عرضوا لعيره ،
واسمه دافيروز بن جشيش ، بالزارة ، وانظم اليه مجوس كانوا تجمعوا بالقطيف وامتنعوا من اداء
الجزية ، فأقام العلاء على الزارة فلم يفتحها في خلافة أبي بكر وفتحها في خلافة
عمر ، وذلك ان رجلا خرج منها مستأمنا فدل على شرب القوم وهو من العين الخارجة من
الزارة ، فسدها العلاء فلما رأوا ذلك صالحوه على ان له ثلث المدينة وثلث ما فيها
من ذهب وفضة ، وعلى ان يأخذ النصف مما كان لهم خارجا. وأتى الاخينس العامري ،
العلاء ، فقال له : انهم لم يصالحوك عن ذراريهم وهم بدارين ودله كراز النكري على المخاضة اليهم ، فلم يشعر أهل
دارين الا بالتكبير ، فخرجوا فقاتلوهم من ثلاثة أوجه ، فقتلوا مقاتلتهم ، وحووا
الذراري والسبي ، فلما رأى المكعبر ذلك أسلم ، وبارز البراء ابن مالك ، مرزبان الزارة فطعنه
فوق صلبه وصرعه ، ثم نزل اليه فقطع يديه وأخذ سواريه ويلقما كان عليه ومنطقة فخمسه
عمر لكثرته وكان أول سلب خمس في الاسلام. ولم يزل العلاء على البحرين حتى توفي سنة
عشرين ، فولى عمر بن الخطاب مكانه أبا هريرة الدوسي ، ويروى ان عمر ولي أبا هريرة
قبل موت العلاء ، فأتى العلاء توج من أرض فارس عازما على المقام بها ، ثم رجع الى البحرين
فمات هناك ، ويروى عن أبي هريرة ، انه قال استعملني عمر على البحرين فاجتمعت لي
اثنا عشر ألفا ، فلما قدمت عليه ، قال لي : يا عدو الله وعدو كتابه ، سرقت مال
الله ، فقلت : لست بعدو الله ولا لكتابه ، ولكني عدو من عاداهما ، ولكن خيلا
تناتجت وسهاما اجتمعت ، قال : فأخذ مني اثنى عشر ألفا.
__________________