الفرس بالحرب فكانت (١) البثوق تنفجر ، ولا يلتفت اليها ، ويعجز الدهاقين عن سدها ، فعظم ماؤها وأتسعت البطيحة وعظمت.
فلما ولى معاوية بن أبي سفيان ، عبد الله بن دراج مولاه خراج العراق واستخرج له من أرض البطائح ما بلغت غلته خمسة آلاف ألف درهم ، واستخرج حسان النبطي مولى بني ضبة ، وصاحب حوض حسان بالبصرة ، وقناة حسان بالبطائح ، وقرية حسان بواسط ، لما ولى ذلك للوليد (٢) ثم لهشام بن عبد الملك كثيرا من أرض البطائح ، والاستخراج فيها واقع الى هذا الوقت ، وهي الارضون المنسوبة الى الجوامد (٣) ، وكان بكسكر نهر يقال له الحير (٤) بطريق البريد الى ميسان ، وستميسان ، والاهواز في شقه القبلي. فلما تبطحت البطائح سمي [ما](٥) استأجم من شق طريق البريد ، بالبريد. وسمي الشق الاخر بالنبطية أغمرات ، وتفسيره بالعربية (الاجام الكبرى) ويقال : ربما ظهرت] ثار النهر فيما يستخرج من البطائح في هذا الوقت ، وسببت السيبين ، ولم يكن لهما ذكر في أيام الفرس ، ولا كانا (٦) محرزين على عهدهم لكن بثوق انبثقت أيام الحجاج وكبرت ، وعظمت فكتب (٧) الحجاج ، الى الوليد بخبرها وانه قدر للنفقة على سدها ثلاثة آلاف ألف درهم ، فاستكثرها الوليد. فقال له مسلمة بن عبد الملك : أنا أنفق على سدها من مالي على أن تعطيني خراج الارضين المنخفضة التي
__________________
(١) في الاصل : وكانت واثبتنا ما في س.
(٢) في س ، ت : الوليد ثم هشام.
(٣) في الاصل : الحوامد.
(٤) ويقال : الجنب.
(٥) حرف يقتضيه سياق الكلام ، الاجام : الارض التي ينبت فيها القصب.
(٦) في س : ولو كانا : الحرز : التقدير او التخمين.
(٧) في س : وكتب.