معنى هذه
المنحوتات. وفي حضيض الجبل نهر جار عليه قنطرة من الحجر.
وعلى مسيرة يوم
فيما وراء الجبل ، بلدة صغيرة ذات موقع جميل. إن الجداول التي تسقي هذه البلدة ،
والفواكه الشهية التي تنمو في بساتينها ، والخمرة الفاخرة التي تصنع فيها ، كل ذلك
يجعلها من أطيب البقاع. ويعتقد الفرس أن الإسكندر لما رجع من بابل مات فيها ،
بالرغم من أن هناك من كتب أن الإسكندر مات في بابل . اما بقية الأراضي التي بين هذه المدينة وبغداد ، فمغطاة
بالنخيل ، ويقيم الأهلون في خصاص صغيرة مصنوعة من سعف النخيل وجذوعه.
ومن بغداد إلى
عانة أربعة أيام على الظهر ، والمسافة بينهما أرض صحراوية ، على كونها بين نهرين.
وعانة ، بلدة لا
بالكبيرة ولا بالصغيرة ، يسوسها أمير عربي. وإلى ما يقرب من نصف فرسخ حوالي البلدة
، ترى الأرض مزروعة ، زاخرة بالبساتين والبيوت الريفية. والمدينة في موقعها تشبه
باريس ، لأنها مبنية على جانبي نهر الفرات ، وفي وسط النهر جزيرة يقوم فيها مسجد
بديع .
ومن عانة إلى مشهد
رحبة (Mached ـ Raba) خمسة أيام ركوبا. ومن مشهد رحبة إلى
الطيبة (Taiba) خمسة أيام أخرى.
ومشهد رحبة ، حصن
على مقربة من الفرات ، يقوم فوق تل في أسفله عين ماء كأنها وعاء كبير ، ومثل هذه
العيون مما يندر وجوده في البوادي.
__________________