أبوينا الأولين وخلق العالم. والثاني يقع في شهر آب وهو ثلاثة أيام أيضا ، ويعرف بعيد مار يوحنا. والثالث في حزيران ومدته خمسة أيام ، يكرر فيه الجميع تعميدهم. وهم يعطلون في يوم الأحد فلا يعملون عملا في ذلك النهار. وليس لهم صوم (١) ولا توبة روحية ، ولا كتب منزلة ، ولهم مما سواها غير كتاب لا يعالج غير السحر (٢) وهم يعتقدون أن كهنتهم في غاية التمهر من هذا الأمر ، وأن الأبالسة رهن إشارتهم. وعندهم أن النساء جميعا غير طاهرات ، وأنه لا حق لهن مطلقا بدخول المعبد.
ولهم احتفال ديني يسمونه احتفال الدجاجة (٣) ، تجري فيه حفلة كبيرة ،
__________________
(١) يصومون عن اللحم ٣٦ يوما مقسمة بين أيام السنة. (عن الأستاذ عبد الجبار عبد الله).
(٢) عندهم كتاب الكنزا ، ويعتقدون أنه هو صحف آدم بنفسها ، ويختص بالفاتحة وبالوعظ وبصفات الخالق وكيفية إنشاء العالم. وعندهم كتاب «سيدرة نشماثه» ويعتقدون أنها انزلت على آدم أيضا ، وهي الصلوات التي يقرأها الكاهن في حفلة التعميد وعندهم كتاب «الانياني» وهو اناشيد تختص بالصلاة اليومية. وجميع هذه لا علاقة لها بالسحر. وهناك كتب كثيرة يسمونها «الدواوين» و «الشروح» وهي تفاسير لمسائل دينية مختلفة. والكتاب الوحيد الذي فيه شيء من التنجيم ، هو الذي يسمونه «اصفر ملواشة» أي «كتاب البروج» ولا يستعملونه للسحر بل لحساب طوالع الأشخاص واستنتاج أسمائهم الدينية. والسحر بمعناه المتداول محرم عندهم.
(عن الأستاذ عبد الجبار عبد الله).
(٣) لا يسمى هذا «احتفال الدجاجة» كما ذكر المؤلف. ولا هو «احتفال» بالمعنى المعروف. بل إن اصول الذبح عندهم هي ان يلبس الذابح الرداء الديني المعروف ب «الرسته» وهو يتألف من قميص وسروال وعمامة وحزام وما يسمونه ب «النصيفة» وجميعها بيضاء اللون. ثم تغسل الذبيحة بالماء الجاري ، ويذبحها الذابح مستقبلا الشمال لا الشرق ، ولا يجوز مس الذبيحة بالأرض ولكن يجوز وضعها على القش المغسول بالماء. أما الشخص الذي يتولى الذبح فكل رجل سبق ان تعمّد ، وليس محروما من ممارسة الحقوق الدينية. ولهم أساليب وأنظمة كثيرة فيما يخص الحرمان (عن الأستاذ عبد الجبار عبد الله).