الاكاذيب ، مدعيا
بانه سبقنا ليجد اماكن حصينة ، وليطلع على عدد المهاجمين وجنسيهم (اي الى أي قبيلة
ينتمون). وقد اخذ الخدم يضحكون ويستهزئون من الفارس العظيم ، فحاولنا جهدنا
تهدئتهم ، خوفا من نشوب العراك فيما بينهم.
عند حلول المساء ،
اقترح القس الياس ، انه ليس من باب الفطنة ان نعرض جواز السفر الذي زودني به
ميخائيل طوبجي ، فالرجل مشهور ومعروف عند الجميع بانه نصراني ، وقد كتب في الجواز
اني ابن اخيه ، وهكذا اعلن عن نصرانيتي ، وقد يستنتج قراؤه ان كل افراد القافلة
نصارى ، فتكون العاقبة وخيمة ، وكان الدليلان من رأي القس الياس ، ثم اقترحوا ان
يقال ـ عند الحاجة ـ باني تتري مرسل باسم والي بغداد السلطان ، لقد قرروا كل ذلك دون علمي
، وعلى اثر قرارهم ، ذهب الجندي مرافقنا الى خيام غريبة ليعلن عن قرب وصولنا ،
ففرشوا الابسطة وصفوا الوسائد لنتكىء عليها ، واستقبلونا والحق يقال باحترام بالغ
، وبعد سويعات قدموا لنا خبزا مصنوعا من القمح كبير الحجم ، لكنه كان ملوثا بالفحم
والرماد ، ووضعوا امامنا شاة مطبوخة في وعاء كبير من الطين.
كنا في حالة من
الجوع لا توصف ، وكان اليوم نهار السبت ، فاردت الامتناع عن تناول الطعام ، لكني خفت ان يعطي صيامي مجالا للشك عند الاعراب ، فطلبت
منهم شيئا من اللبن ، مدعيا باني وزميلي الاخر نشعر بألم في المعدة ، فاحضروا
اللبن في الحال مع دهن حار ، فاكلنا ، وسمحت لمرافقينا المسيحيين ان يتناولوا
اللحم ... وعند شروق الشمس سافرنا من هناك ، فوصلنا في اليوم التالي الى بلدة
كبيرة يحيطها سور ، اسمها الدير Der
__________________