تعزيز مركزه ويحصن مدينته ويقيم علاقات جيدة مع الافرنج ليتخلص من «ضغط» المملكتين (١).
وكان الرجل يكن للرهبان احتراما وحبا ، ويتحدث معهم كاصدقاء. وكان تجار البلدة من مسلمين وهراطقة (٢) وغرباء يزورون الدير ويطلبون مساعدة الرهبان لتمشية امورهم عند الوالي ، وحدث قبل فترة وجيزة من وصولنا اننا ربحنا دعوى بواسطته ضد الاتراك انفسهم ، فقد شيدوا مسجدا بالقرب من كنيستنا وعندما فرغوا من بنائه طلبوا هدم الكنيسة ، بحجة ان الشريعة تأمر بذلك ، ولهم مسجد اخر خارج المدينة باسم عيسى ومريم لان المسلمين يكنون احتراما عظيما للمسيح ولأمه مريم كما ورد في القرآن.
قبل مدة قصيرة ، مرت من هناك قافلة مؤلفة من عدد كبير من الابل والخيول ، تقصد مكة ، ان المسلمين يعتقدون ان من يقضي نحبه وهو في طريق الحج يعد سعيدا ، ومن يصل الى هدفه فانه يتقدس وطوبى لمن يموت وهو في مكة. كثيرون هم الذين يأتون كل سنة الى الحج من مختلف الأمصار : من اسيا وافريقيا وحتى من بعض جهات اوروبا ...
عندما قدمنا الى البصرة ، وجدنا في الميناء سفية هولندية جميلة تستعد للاقلاع ، واسمها فليخلاند Flichland وكانت وجهتها سورات (٣) Suratte
__________________
ـ الايرانيين لمقاومة السلطة العثمانية (المرجع المذكور ص ٢٤٩ و ٢٦٥ ـ ٢٦٦ و ٢٧٢).
(١) قال لو نكريك ان الوالي كان متساهلا مع الاقليات النصرانية الضعيفة (المرجع نفسه ص ١٣٩).
(٢) الهراطقة في رأي المؤلف هم نصارى غير كاثوليك من ارثوذكس وبروتستانت ، والكلمة في اليونانيةHeresis.
(٣) سورات من موانىء الهند ، اول مكان استولت عليه شركة الهند الشرقية الانكليزية في القارة الاسيوية واتخذته مقرا لها ومنطلقا لتوسعها ، وقد انتزعته من ايدي البرتغاليين بعد معركة دامية سنة ١٦١٢ ، وفي السنة التالية حصلت الشركة من حاكم الميناء على اذن بانشاء معمل للحرير.