الماء». قال : فكان أبو الدرداء رضى الله عنه إذا رأى الرجل قد أسن يطلب العلم ، قال : هذا يكتب على الماء.
١٠٦٣. أبو عمرو عامر بن شراحيل الشّعبيّ الكوفيّ
دخل سمرقند [١٦٤ أ] مع قتيبة بن مسلم. كان فقيها حافظا شاعرا. قال أبو حاتم البستي : كانت أمّ عامر بن شراحيل الشعبي من سبي جلولاء ، وروى عن خمسين ومائة من أصحاب النبي (ص) ، وعن الشعبي أنّه قال : أدركت خمسمائة من الصحابة أو أكثر من خمسمائة.
ولد سنة عشرين من الهجرة وقيل : سنة إحدى وثلاثين ، ومات سنة أربع ومائة وقيل خمس ومائة ، وقيل تسع ومائة. بلغ اثنتين وثمانين سنة ، وقيل : ستا وثمانين سنة ، قال : وأنا رأيت في مقابر المدائن على قبر حجرا كتب فيه : هذا قبر عامر بن شراحيل الشعبي. قالوا : دخل سمرقند وقدم فرغانة ، وكان مستخفيا من الحجاج ، فاحتاج قتيبة بن مسلم إلى وضع كتاب إلى الحجاج في فتح فتحه وقسمة غنيمة وتوزيع السهام فأعياهم ذلك حتى وضعه الشعبي وهم لا يعرفونه ، فلما قرأه الحجاج كتب إلى قتيبة إن هذا الكتاب من وضع الشعبي فاشدد يدك به. وقال : إسماعيل ابن إسحاق الباب كسي في شأن قبلة سمرقند : وقد عاين قبلة جامع سمرقند من الصحابة والتابعين وصلوا فيه فلان وفلان والشعبي ، وكان الشعبي نحيفا ، فقيل له : ما لنا نراك ضئيلا؟ فقال : زوحمت في الرحم ، أي كان معي ولد آخر وهو بنت ، وقال : إسماعيل بن أبي خالد : رأيت الشعبي دخل داره فصاحوا إنّه مات فجاءة.
وقال الشعبي : ما لقيت أحدا إلا وجدته يحتاج إليّ ولا أحتاج إليه إلا عبد الملك بن مروان ، فإنّي كنت أحتاج إليه ولا يحتاج إليّ. وقال مكحول : ما رأيت أحدا أعلم من الشعبي ، وقال سفيان بن عيينة : العلماء ثلاثة : ابن عباس في زمانه ، والشعبي في زمانه ، وسفيان الثوري في زمانه ، وحكي : أنّ رجلا شتم الشعبي فأكثر والشعبي ساكت ، فلما سكت قال : أفرغت؟ قال : نعم.
__________________
(١٠٦٣) ب : الورقة ١٢ أ؛ الثقات لابن حبان ٥ / ١٨٥ ؛ مشتبه النسبة لعبد الغني بن سعيد ٤١ ؛ تاريخ نيسابور ٧٣ ؛ تاريخ بغداد ١٢ / ٢٢٧ ـ ٢٣٣ ؛ الأنساب ٣ / ٤٣٢ ؛ المنتظم ٧ / ٩٢ ـ ٩٤ ؛ تاريخ الإسلام ١٢٤ ـ ١٣٢ (حوادث ووفيات ١٠١ ـ ١٢٠ ه) ؛ تذكرة الحفاظ ١ / ٧٩ ـ ٨٨ ؛ سير أعلام النبلاء ٤ / ٢٩٤ ـ ٣١٩ ؛ تقريب التهذيب ١ / ٣٨٧ ؛ تهذيب التهذيب ٥ / ٥٧ ؛ مختصر تاريخ دمشق ١١ / ٢٤٩ ـ ٢٦٣.