والقوم يطلبوننا ، فأدركنا سراقة بن مالك بن جعشم على فرس له فقلت : هذا الطلب قد لحقنا يا رسول الله! فقال : (لا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنا)(١) ، فلمّا دنا قيد رمحين أو ثلاثة ، قلت : هذا الطلب قد لحقنا وبكيت ، قال : «ما يبكيك؟» قلت : أما والله ، ما على نفسي أبكي ، ولكني إنما أبكي عليك ، فدعا عليه رسول الله عليهالسلام وقال : «اللهمّ اكفناه بما شئت» ، فساخت فرسه في الأرض إلى بطنها فوثب عنها ، ثم قال : يا محمد! قد علمت أن هذا عملك ، ادع الله تعالى أن ينجيني مما أنا فيه ، فو الله لأعمينّ على من ورائي من الطلب ، وهذه كنانتي فخذ سهاما ، فإنك ستمرّ على إبلي وغنمي بمكان كذا وكذا ، فخذ منها حاجتك ، فقال له رسول الله (ص) : «لا حاجة لنا في إبلك» ، ودعا له رسول الله عليهالسلام ، فأنطلق راجعا إلى أصحابه ، ومضى رسول الله عليهالسلام وأنا معه.
٨٠٥. القاضي الإمام ابو زيد عبيد الله بن عمر بن عيسى الدّبوسي
صاحب الأسرار والتقويم والأمد الأقصى وغير ذلك. كان له بسمرقند مناظرات. توفي ببخارى ودفن بها بقرب الشيخ الإمام أبي بكر ابن طرخان.
قال : أنشدونا له :
جهدت لتأصيل الدلائل للورى |
|
فوفّقني ربّي وما طاش من سهم |
وأحييت ما قد مات من سنن الهدى |
|
لمستنبطي الأحكام بالرأي والفهم |
__________________
(١) سورة التوبة : الآية ٤٠.
(٨٠٥) ب : الورقة ٥٤ أ. وقد توفي سنة ٤٣٠ ه. الدبوسية : بليدة من السغد بين بخارى وسمرقند (الأنساب ٢ / ٤٥٤ حيث ترجم لعبيد الله هذا) ؛ معجم البلدان ٢ / ٥٤٦ ؛ اللباب ١ / ٤٩٠ ؛ تاريخ الإسلام ٢٨٩ (حوادث ووفيات ٤٢١ ـ ٤٤٠ ه) ؛ العبر ٢ / ٢٦٣ ؛ سير أعلام النبلاء ١٧ / ٥٢١ ؛ الجواهر المضية ٢ / ٤٩٩ ـ ٥٠٠) ؛ طبقات العبادي ٥ ؛ مجمل فصيحي ٢ / ١٦١ ؛ تاج التراجم ٣٦ وذكر أن وفاته كانت في ٤٣٠ ه وأضاف وقيل : يوم الخميس منتصف جمادة الآخرة سنة ٤٣٢ وهو ابن ٦٣ سنة ؛ تاريخ ملّا زاده ٥٧ ؛ الطبقات السنية ٤ / ١٧٧ ؛ عن مؤلّفاته انظر : كشف الظنون ١ / ٨٤ ، ١٦٨ ، ١٩٦ ، ٣٣٤ ، ٣٥٢ ، ٤٦٧ ، ٥٦٨ ، ٧٠٣ ؛ الفوائد البهية ١٠٩ ؛ طبقات الفقهاء لطاش كبري زاده ٧١.