٨٠٤. القاضي الإمام عبيد الله ابن الإمام أبي بكر محمد بن
الحسين بن محمد بن الحسين القديديّ البخاريّ المعروف ب «خواهر زاده»
دخل سمرقند مرارا.
قال : أخبرني
وإيّاه أبو الشيخ الإمام شيخ الإسلام أبو بكر محمد بن الحسين رحمهالله قال : حدثنا الشيخ الإمام الزاهد أبو نصر أحمد بن عبد الله
بن الفضل الخيراخري قال : أخبرنا أبو الحسن محمد بن هارون قال : حدثنا أبو نعيم
عبد الملك بن محمد بن عدي الاسترابادي قال : حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال
: حدثنا مرزوق بن المرزبان قال : حدثنا يحيى بن زكريا قال : حدثنا أبي وغيره ، عن
أبي إسحاق عن البراء رضى الله عنه قال : جاء أبو بكر الصديق رضى الله عنه فاشترى
من عازب رضى الله عنه رحلا بثلاثة عشر درهما ، فقال أبو بكر لعازب : مر البراء
فليحمله إلى رحلي ، فقال : لا ، حتى تحدثنا كيف صنعت أنت ورسول الله (ص) حين
خرجتما ، والمشركون يطلبونكما؟ فقال أبو بكر رضى الله عنه : خرجنا من مكة بليل وقد
أخذ القوم علينا بالمرصد فأحيينا يومنا وليلتنا حتى قام قائم الظهيرة ، فرميت بصري
هل أرى من ظلّ نأوي إليه ، فرفعت لنا صخرة ، فنزلناها فنظرت بقية ظّلها فسويّته ،
وأخذت فروة كانت معي ففرشتها لرسول الله (ص) ، فقال : قلت : يا رسول الله! اضطجع
حتى أنفض ، فإذا غلام راع قد أقبل في غنم له يريد من الصخرة مثل الذي أردنا ، فقلت
: لمن أنت يا غلام؟ فقال : لرجل من قريش ، فسمّاه [١١٦ ب] فعرفته ، فقلت : فهل في
غنمك من لبن؟ قال : نعم ، قلت : فهل أنت حالب لي : قال : نعم ، فأعطيته إناء كان
معي فأخذ ليحلب ، فقلت : أنفض ضرع الشاة من الغبار ، ثمّ أمرته أن ينفض كفّيه ،
فضرب إحدى يديه على الأخرى وحلب لي كثبة من لبن ، وقد رويت لرسول الله عليهالسلام إداوة من ماء على فمها خرقة ، فصببت على اللبن حتى وجدت
برد الماء من تحت الإناء ، فأتيت بها رسول الله عليهالسلام فوافقته قد استيقظ ، فقلت : اشرب يا رسول الله! فشرب منه
حتى رضيت ، ثمّ قلت : قد آن الرحيل يا رسول الله! فارتحلنا
__________________