وبسمرقند عن الإمام محمد بن نصر المروزي وأضرابه ، وبالسغد عن أهل أربنجن والكشانيّة والدبوسية وغيرها ، وبكسّ عن محمد بن عبد بن حميد ، ويترمذ عن أحمد بن صالح ، وببلخ عن عبد الصمد بن الفضل وكذا عن سائر أهل خراسان ، وببغداد عن الكديمي وأشباهه ، وبالبصرة عن الفضل بن حباب الجمحي وأشكاله وكذا بالأبلة ، وبالموصل عن أبي يعلى الموصلي وكذا بواسط والرقة ودمياط ، وبمكة عن علي بن عبد العزيز وبكر بن سهل الدمياطي وغيرهما ، وبصنعاء اليمن ، وبمصر ، والشام في حلب ، وحمص ، ودمشق ، وصيداء ، ورأس العين ، ونصيبين ، وحرمليّة ، ومنبج ، وأنطاكية ، والمصيصة ، وقيس ، وصور ، والرافقة ، وبيروت ، وسائر بلادها ، وبيت المقدس ، والرملة ، وطرسوس ، وخيلة ، وبلاد أخر هي غير مشهورة عندنا.
ولد ليلة النصف من شعبان سنة تسع وخمسين ومائتين ، ومات يوم الخميس الحادي عشر من جمادى الآخرة سنة ست وأربعين وثلاثمائة ، عاش خمسا وثمانين سنة وعشرة أشهر إلا أربعة أيام.
ومن كراماته أن سارقا نقب بيته فدخله ورزم ما وجد من الأمتعة ، وأخرج الرزمة من بيته ودخل حانوت خبّاز في السويقة ، فبقي على المكان إلى الصباح والرزمة موضوعة بين يديه حتى خرج الناس ، فوجدوا جدار الشيخ مثقوبا ، ووجدوا السارق في حانوت الخباز والرزمة موضوعة بين يديه ، ولا تطيعه رجلاه في المشي ، فلما أخذوه وأزعجوه ليذهبوا به [١٠٥ أ] إلى السجن أطاعته رجلاه ، فمشى على رجليه إلى السجن ، فلما أخبر به أبو يعلى أرسل إلى الأمير وأخبر أنه أبرأه عن الخصومة فخلّى سبيله ، ولطمه ديلمي في فتنة وقعت بنسف وأغاروا على الدور ، فقطعت يمين الديلمي من يومه ، ورأى أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين في المنام كأن شخصا واقفا على رأس سكة أبي يعلى وهو يقول : من أراد الطريق المستقيم فعليه بأبي يعلى ويشير بيديه إلى داره ، وكان ذلك في حياته.
وقال عبد الحميد بن المعتصم النسفي : كان أبو الطيّب المصعبيّ وزير السلطان قد أشخص أبا عثمان سعيد بن إبراهيم إلى الحضرة بسبب تعصّب القرامطة وكنّا نخاف عليه سطوته خوفا شديدا ، وكان ذلك في شهر رمضان وكان أبو يعلى يختم في مسجده ليلة سبع وعشرين ، وكان الناس يرغبون في دعائه ويجتمع خلق كثير.