المجلس ، فمرّ جمل على باب المسجد عليه الجزر فقال لي : انظر ماذا ترى؟ فقال : مرّة ومرّتين حتّى أضجرني ، فرفعت بصري فرأيت الجزر على الجمل فقلت : أيش أرى؟ أراني عليك؟ فخجّلته ، فتاب.
قال أبو نصر محمد بن محمد بن عثمان القاضي بنسف : سمعت أبي يقول : استجزت لك ما سمعت من صالح جزرة ، فقال : أجزت لولدك وولد ولدك ، ولحبل الحبلة. وقال عبد الرحمن بن محمد بن إدريس الرازي : سمعت أبا زرعة الرازي يقول وقد ورد عليه كتاب من صالح جزرة ، فتبسّم وقال : ذكر الله أبا علي بخير لا يزال يضحكنا شاهدا [٤٠ ب] وغائبا. كتب أن محمد بن يحيى أخبره أن أصحاب الرأي أقعدوا رجلا يقال له محمش فحدث عن النبى عليهالسلام قال : «إن الملائكة لا تصحب رفقة فيها حرس» ، وأن النبي (ص) قال : «يا أبا عمير! ما فعل البعير؟» (١).
وقال صالح : حدثنا عبد الله بن عمر بن أبان ابن أخت حسين الجعفي يوما فقال : يغوث ويعوق ونشرا. فقلت : نسرا. قال : حتى أنظر في الأصل ، فقلت : إنما هو كتاب الله لا ينبغي له أن تصححه من أصلك. وقرأوا على صالح حديثا فغيروا اللفظ ، فقال : أنزل القرآن على سبعة أحرف فيجب أن يكون الحديث على سبعين حرفا. حمل صالح جزرة الأمير خالد بن أحمد الذهلي من بغداد أيام ولايته على بخارى وعمر ما وراء النهر بعلمه.
قال : أخبرنا الشيخ الحافظ أبو علي الحسن بن عبد الملك القاضي النسفي رحمهالله قال : أخبرنا الشيخ الإمام الحافظ الخطيب أبو العباس جعفر بن محمد بن المعتز المستغفري النسفي قال : حدثنا أبو عمرو محمد بن محمد بن صابر بن كاتب بن عبد الرحمن إملاء في جامع بخارى يوم الجمعة لليلتين خلتا من شوال سنة ثمان وستين وثلاثمائة ، وهذا أوّل حديث كتبته عنه قال : حدثنا أبو علي صالح بن محمد البغدادي قال : حدثنا سعيد بن سليمان وعلي بن المنذر قالا : حدثنا محمد بن فضيل قال : حدثنا مجالد بن سعيد عن الشعبي ، عن الحارث ، عن علي رضى الله عنه قال :
__________________
(١) أراد أن ذلك المحدّث وهو محمش كان يصحف في كلامه ، إذ الأصل في الحديث : «إن الملائكة لا تصحب رفقة فيها جرس» ، قال في لسان العرب (جرس): «هو الجلجل الذي يعلق على الدواب. قيل : إنما كرهه لأنه يدل على أصحابه بصوته ، وكان عليهالسلام يحب ألّا يعلم العدوّ به حتى يأتيهم فجأة». أما «البعير» فقد صحفها ذاك المحدّث من «النّغير» وهو مصغّر النغر ، قال في اللسان : هو البلبل عند أهل المدينة. ثم أورد الحديث المذكور ؛ تهذيب مستمر الأوهام ٢٠٣.