بعدما قاسى المحن الكثيرة ، حتى آل الأمر إلى أن قتل زعيم أمرهم محمد بن أحمد بن حمدويه البزدوي وصاحبه محمد بن سعيد بن معاذ المناديلي البخاري المعروف بالصباغ شر قتلة ، وصلبا في أول ولاية الأمير الحميد نوح بن نصر بن أحمد بن إسماعيل بمعاونة الشيخ أبي حفص أحمد بن محمد العجلي والوزير أبي [٢٤ أ] الفضل محمد بن أحمد السلمي المروزي ، وكان ذلك في سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة ثم جعل بعد ذلك يتتبعهم ويكشف عوراتهم ويقهرهم حتى مزقهم كل ممزق ، وكانت اشتدت شوكتهم وبلغت دعوتهم الآفاق وأجاب دعوتهم رؤساء البلاد والسلاطين والدهاقين وأعيان الكتبة في الدواوين.
روى عنه أهل بلده وأهل سمرقند وبخارى والغرباء من أهل الآفاق. آخر من روى عنه ممن بقي في الدنيا أبو الفضل منصور بن نصر الكاغذي السمرقندي عاش بعده ثلاثا وثمانين سنة. سكن سمرقند ومات بها يوم الثلاثاء الثالث من صفر سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة ، وصلى عليه الأمير أبو منصور عبد الله بن مسلمة أخو أبي الأحوص وحمل إلى نسف ودفن بها. ومات أبو الفضل الكاغذي بسمرقند ودفن يوم الخميس الثامن عشر من ذي القعدة سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة.
قال : أخبرنا الشيخ أبو علي الحسن بن عبد الملك النسفي رحمهالله قال : أخبرنا الإمام أبو العباس جعفر بن محمد المستغفري النسفي قال : أخبرنا أبو مروان عبد الملك بن سعيد بن إبراهيم بن معقل النسفي قال : حدثنا أبي قال : حدثنا أبو علي صالح بن محمد البغدادي قال : حدثنا أبو بكر عبد الله بن أبي شيبة قال : حدثنا الطفيل بن الحكم قال : حدثنا العزيز بن أبي روّاد عن عكرمة ، عن ابن عباس ـ رضياللهعنهما ـ عن النبي (ص) قال : «موت الغريب شهادة».
قال أبو علي صالح بن محمد : كنت أظن أنه وهم ، وإنما هو : «موت الغريق شهادة» حتى رأيت إنسانا توفي في المنام وعليه بزة حسنة ، وكنت أعرفه وعهدي به مسرفا على نفسه صاحب سلطان يتعاطى شرب الخمر وغيره ، فقلت له : من أين لك هذه المنزلة وكنت أعرفك بكذا وكذا؟! فقال : هذه المنزلة بأني متّ غريبا. فقلت في نومي : فحديث ابن أبي روّاد صحيح.
قال : وأنشدنا الإمام الشبيبي قال : أنشدنا الفارسي قال : أخبرنا الإدريسي قال : أنشدني أبو الفضل محمد بن عمران الإشتيخني بسمرقند قال : أنشدنا سعيد بن إبراهيم بن معقل النسفي