الباب الثلاثون
فى ذكر من ولى إنساء الشهور من العرب
بمكة ، وذكر صفة الإنساء ، وذكر الحمس ،
والحلة ، والطلس
اختلفت الأخبار فى
أول من أنسأ ؛ ففى بعضها : أنه مالك بن كنانة. وهذا فى تاريخ الأزرقى .
وفى بعضها : أنه
القلمّس ؛ وهو حذيفة بن عبد بن فقيم بن عدى بن عامر ابن ثعلبة بن الحارث بن مالك
بن كنانة بن خزيمة. وهذا فى السيرة لابن إسحاق «تهذيب ابن هشام».
وفى بعضها غير ذلك
.
وآخر من أنسأ :
أبو ثمامة جنادة بن عوف ، وقيل : إنه أنسأ أربعين سنة ، والله أعلم.
وأما
صفة الإنساء : فذكره الأزرقى
مطولا ، والسهيلى مختصرا مفيدا ؛ لأنه قال : وأما نسؤهم الشهر الحرام : فكان على
ضربين : أحدهما : ما ذكره ابن إسحاق من تأخير شهر المحرم إلى صفر ؛ لحاجتهم إلى شن
الغارات ، وطلب الثأر.
والثانى : تأخيرهم
الحج عن وقته ؛ تحريا منهم للسنة الشمسية ؛ فكانوا يؤخرونه فى كل عام أحد عشر يوما
أو أكثر قليلا حتى يدور الدور إلى ثلاث وثلاثين سنة ، فيعود إلى وقته .. انتهى.
وفى الأزرقى ما
يقتضى أن الحج يستدير فى كل أربع وعشرين سنة ، والله أعلم.
__________________