بئر ليست مربعة ولا مدورة ، بل هي مثلثة الشكل وفيها صندوق من ألقى في البئر حجرا أو غيرها سمع صوت الصندوق. وعجز الناس عن إخراجه.
وبعين التل (١) ؛ التي شمالي حلب : مطلب ، وقد سد لكثرة من كان يدخل إليه طمعا في إخراجه ، فيقتل.
وأما : حل الكتابات القديمة التي وجدت على بعض أحجارها
منها : الرخامة التي بالمدرسة الحلوية (٢) : كانت النصارى تقرب عليها القربان وهي شفافة إذا أوقد تحتها نور ظهر من أعلاها عليها خط سرياني عرّب بأنه :
«عمل هذا للملك دق لطيانوس (٣) ، والنسر الطائر في أربعة عشر درجة من برج العقرب».
فيكون مقدار ذلك ثلاثة آلاف سنة أي إلى زمن تعريبه ، وهذا اللوح أحضره نور الدين الشهيد (٤) من فامية (٥). وكان يحشي به للفقهاء القطائف.
__________________
(١) عين التل : كانت إحدى منتزهات حلب في عهد المؤلف. (الدر المنتخب : ٢٥٦).
(٢) المدرسة الحلوية : سيرد تعريفها. وعن الرخامة وما كتب عليها. وما آلت اليه. وانظر : «الدر المنتخب : ١٠٣). مع حواشي الأصل.
(٣) دق لطيانوس : سماه المسعودي : «قليطانس». وهو آخر ملوك رومية وثني ، ملك ١٠ سنوات ثم تولى بعده قسطنطين الذي تنصر ونقل العاصمة إلى (بوزنطيا) وسماها باسمه : القسطنطينية.
وبقيت كذلك ؛ (حاليا استانبول). (مروج الذهب : ١ / ٣١٥).
(٤) نور الدين الشهيد : محمود بن زنكي (عماد الدين) ابن اقسنقر ، أبو القاسم. الملقب بالملك العادل (٥١١ ـ ٥٦٩ ه). ملك الشام وديار الجزيرة ومصر. قيل عنه :
أنه أعدل ملوك زمانه وأجلهم وأفضلهم. وكان يتمنى الموت شهيدا ، مات بعلة الخوانيق في قلعة حلب ، فقيل له : «الشهيد». (معجم المؤلفين : ٨١٧).
(٥) فامية : مدينة كبيرة وكورة من سواحل حمص. قيل إنها ثاني مدينة بنيت بعد الطوفان ويعتقد أنها (حماة) وقد تكون أفاميا. (معجم البلدان : فامية).