عمامته عن رأسه. وباد [ر](١) الصبي ورفعه من الطريق إلى دكان حتى أفاق ففتح عينه ورأى ما حلّ به فقام ، وأنشد (٢) :
لست أرضى لك يا قلب بأن ترضى (٣) بذلي (٤) هذه إن شئت أن تسلوا طريق السلو (٥) ثم هجره بعد ذلك ، وسلاه ، ولم يعد إليه بعدها. انتهى.
[الأعجمي وفتى من القاهرة] :
وأخبرني من أثق به عن شخص كبير بالقاهرة من أرباب الوظائف أنه أخبر عن نفسه أن شخصا تيّم به من الأعاجم ، وأنه لازمه ، وصار يتعرض له في الطرقات وأنه أخبر أباه بذلك. فقال له : قل لهذا الرجل أتحبني. فإن قال : نعم. فقل له : أتأتمر بأمري. فإن قال : نعم. قل له : إني آمرك أن تخرج من القاهرة. فقال له ذلك : فخرج في الحال من القاهرة ولم يرجع إليها.
[غرام ابن نجم الكيلاني بجارية الناصر] :
ورأيت في تاريخ شيخنا الحافظ [ا] بن حجر (٦) قال : «في سنة إحدى وعشرين وثمانمائة وفيها توفي آخر من علمناه مات عشقا. وهو غياث الدين محمد بن علي بن نجم الكيلاني كان أبوه من أعيان التجار ، فطلب العلم واشترى له أبوه الكتب النفيسة ، فمهر واشتهر بالفضل في مدة قليلة ، فعلق بجارية من جواري الناصر (٧) اسمها سمرا فتزوج بها ، وهام بها وأتلف عليها ماله وروحه ، وأفرط في حبها. وأفرطت في بغضه ، حتى قيل إنها سقته سما فتعلل مدة ، ولم تزل به حتى فارقها فزال عقله.
__________________
(١) في الأصل : بار صححناها تمشيا مع المعنى.
(٢) طمس في الأصل.
(٣) في الاصل مرض.
(٤) في الأصل ليست منقوطة.
(٥) في الأصل (السل). والسلو : النسيان (القاموس المحيط : سلاه).
(٦) ابن حجر العسقلاني : سترد ترجمته وأخباره في الجزء الثاني ضمن المتن.
(٧) الناصر : هو الناصر ناصر الدين فرج أحد سلاطين المماليك الشراكة حكم مرتين المرة الأولى : بين ٨٠١ / ١٣٩٩ و ٨٠٨ / ١٤٠٥ ـ أما المرة الثانية فهي من ٨٠٩ / ١٤٠٦ إلى ٨١٥ / ١٤١٢ (الدولة الإسلامية ص ١٧٥).