وقال الحضرمي (١) : أحب فكتم ، ووصل ، فعف وهجر فمات فهو شهيد.
وقال آخر : كتم اسم محبوبه.
وقال عثمان بن زكريا المؤدب (٢) ـ أحد رواة الحديث ـ عن سويد : كتم محبوبه أنه يحبه.
وقال الشيخ العلامة الحافظ علاء الدين مغلطاي (٣) في كتابه : (الواضح المبين (٤)) : هذا حديث إسناده صحيح. وإن كان جماعة من العلماء أعلوه بما ليس بعله. وقال في كتابه المذكور : إن هذا الحديث سنده كالشمس لا مرية في صحته ولا لبس.
ولهذا عدّ جماعة من الفقهاء ميت العشق من الشهداء. أخذ بهذا الحديث منهم الرفاعي (٥) وغيره. فبعضهم اشترط الشروط المذكورة. وبعضهم أطلق كالنووي (٦). انتهى(٧).
__________________
(١) الحضرمي : لعل المعني : أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن .. بن الفضل الحضرمي العلائي الاسكندراني ، الفقيه. ولد عام ٥١٤ ه. نقل حديث رسول الله ص مات سنة ٥٨٩ ه. (تهذيب سير أعلام النبلاء : ٣ / ١٢٢).
(٢) عثمان بن زكريا : لم نقف على ترجمة له في ما لدينا من كتب رجال الحديث.
(٣) سبق التعريف به.
(٤) سبق التعريف به.
(٥) الرفاعي : راجع تهذيب سير أعلام النبلاء : (٣ / ٥٢٢١) ؛ علّه المقصود.
(٦) النووي : يحيى بن شرف ، الدمشقي ـ نسبة إلى نوى ـ أحد الأعلام. من سارت بحديثه الركبان. صاحب التصانيف الجمة. ولد عام ٦٣١ ه. ثم رحل إلى دمشق. فكان يقوم ليله ونهاره طلبا للعلم. ففاق الأقران. اشتهر بورعه وزهده. قيل عنه : كان علم الأئمة. توفي ببلده عام ٦٧٦ ه. (شذرات الذهب : ٥ / ٣٥٤).
ب ـ حاشية في الأصل : «في الفردوس : عن أنس بن مالك لا .... يروا أهل العشق فليس ... وإن قلوبهم محترقة ... هم متواصلة. وعقولهم ...».