فقال دعاني من هذا الوسواس. أتريان ذلك الطائر الذي على هيكل الدير وأومأ بيده إلى طائر هناك. فقلنا نعم. فقال : وحقكما يا أخوتي أناشده منذ الغداة أن يسقط فأحمله رسالة إلى عيسى.
(٢ ظ) م ثم التفت إلي وقال يا صنوبري / معك لوح؟ قلت : نعم.
قال : اكتب :
بدينك يا حمامة دير زكى (١) |
|
وبالإنجيل عندك بالصليبي |
قفي وتحملي عني سلاما |
|
إلى قمر إلى غصن رطيبي |
حماه جماعة الرهبان عني |
|
فقلبي ما يقر من النحيب (٢) |
وقالوا رأينا إلمام سعد |
|
ولا والله ما أنا بالمريب (٣) |
وقولي سعدك المسكين يشكو (٤) |
|
لهيب جوى أحر من اللهيب |
فصله بنظرة لكن من بعيد |
|
إذا ما كنت تمنع من قريب |
وإن أنا مت فاكتب حول قبري |
|
محب مات من هجر الحبيب |
رقيب واحد ينغص عيشي |
|
فكيف بمن له مائتا (٥) رقيب |
ثم تركنا [ه](٦) وقام بعد ذلك إلى باب الدير وهو مغلق دونه وانصرفنا عنه ،
__________________
(١) ركى في الأصل. لعله : «دير زكّى» : قيل كان بالرقة قريب من الفرات. قال الشابشتي : هو بالرقة وعلى جنبيه نهر البليخ. وأنشد للصنوبري قصيدة منها :
كأن عناق نهري دير زكا إذا اعتنقا. عناق متيمين (معجم البلدان : دير زكى) قد يكون موقعه فوق تل البيعة (نونول). للمزيد انظره في كتاب (الديارات) للشابشتي بتحقيق كوركيس عواد ـ طبعة العراق.
(٢) كذا قرأناها.
(٣) رسم الكلمة في الأصل (بالمرى). لعلها كما ذكرنا.
(٤) رسم الكلمة في الأصل (سلو). لعلها كما ذكرنا.
(٥) في الأصل : مايتا.
(٦) إضافة المحقق.