كادت لفرط سموّها وعلوها |
|
تستوقف الفلك المحيط الدائرا |
وردت قواطنها المجرة منهلا |
|
ورعت سوابقها النجوم أزاهرا (١٠٤) م |
شماء تسخر بالزمان وطالما |
|
بشواهق البنيان كان الساخرا |
ويظل صرف الدهر منها خائفا |
|
وجلا فما يمسي لديها حاضرا (١١٦ ظ) ف |
ويشوق حسن رواتها مع أنها |
|
أفنت بصحتها الزمان الغابرا |
فلأجلها قلب الزمان قد انثنى |
|
قلقا وطرف الجو أمسى ساهرا |
غلّابة غلب الملوك فطالما |
|
قهرت من اغتصب الممالك قاهرا |
غنيت بجود مليكها وعلت به |
|
حتى امتطت الغمام الماطرا |
فترى وتسمع للغمام ببرقه |
|
والرعد لمعا تحتها وزماجرا |
وأنشدني الشيخ الإمام بهاء الدين محمد بن إبراهيم بن محمد بن أبي نصر بن النحاس الحلبي لنفسه يتشوق حلب (١) :
سقى حلبا سحب من الدّمع لم تزل |
|
تسح إذا شحّ الغمام غمائما (٢) |
وحيّا الحيا قيعانها وآكامها |
|
وأخرج فيها للرّبيع كمائما |
بلاد بها قضيّت لهوي وصبوتي |
|
وصاحبت فيها العيش جذلان ناعما |
وله أيضا (٣) :
سقى زمانا تقضى في ربا حلب |
|
من السّحاب ملثّ المزن هطّأ أال |
ولا عدا ربعها غيث يراوحه |
|
يحثّه من حداة الرّعداء جال |
منازل لم أزل ألهو بمربعها |
|
نعمت فيها فلا حالت بها الحال (٤) |
أصبو إليها ولا أصغى للأئمة |
|
مالذة العيش إلا القيل والقال (٥) |
__________________
(١) ذكرها ابن شداد في : (الأعلاق الخطيرة : ١ / ١ / ٤٠٤).
(٢) عند ابن شداد : السحاب.
(٣) أيضا ذكرها ابن شداد في : (الأعلاق الخطيرة : ١ / ١ / ٤٠٦)
(٤) عند ابن شداد : «بها نعمت.».
(٥) عند ابن شداد : «العشق».