حلبا إنها مقر غرامي |
|
ومرامي وقبلة الأشواق |
لا خلا جوشن وبطياس والسّعديّ |
|
من كلّ وابل غيداق (١) |
كم بها مرتعا لطرف وقلب |
|
فيه يسقى المنى بكأس دهاق |
وفجر الصّبا بشط قويق |
|
لا عدته حدائق الأحداق |
وقال (٢) :
وشاهقة يحمي الحمام سهولها |
|
وتمنع أسباب المنايا وعورها |
إذا سترت غرّ السحاب وقد سرت |
|
جوانبها خلت السّحاب ستورها |
مقيم تمير الطير دون مقامه |
|
فليس ترى عيناها إلا ظهورها (٣) |
وللخالديين من قصيدة مدحا بها سيف الدولة ويهنئانه لفتح حلب في صفة القلعة(٤):
وقلعة عانق العيّوق سافلها |
|
وجاز منطقة الجوزاء عاليها |
لا تعرف القطر إذ كان الغمام لها |
|
أرضا توطأ قطريه مواشيها |
إذا الغمامة راحت خاض ساكنها |
|
حياضها قبل أن تهمى عزاليها (٥) |
على ذرى شامخ وعر قد امتلأت |
|
كبرا به وهو مملوء بها تيها |
له عقاب عقاب الجو حائمة |
|
من دونها فهي تخفى في خوافيها |
ردّت مكايد أملاك مكايدها |
|
وقصّرت بدواهيهم دواهيها |
أوطأت همّتك العلياء هامتها |
|
لما جعلت العوالي من مراقيها |
وقال الفقيه الوزير أبو الحسن علي بن ظافر المعروف بابن أبي المنصور يصف قلعة حلب من قصيدة مدح بها الملك الظاهر غازي (٦) :
وفسيحة الأرجاء سامية الذرى |
|
قلبت حسيرا عن علاها الناظرا |
__________________
(١) م : وحتى نهاية الأبيات استدركت بخط مغاير.
(٢) الأبيات للسري الرفاء قالها في مدح سيف الدولة. (الديوان : ١٠٨ ـ ١٠٩)
(٣) في الأصل : «مقيما». ، الأبيات سبق وذكرها المؤلف.
(٤) (ديوان الخالديين : ١٦٥).
(٥) في الديوان : لاحت.
(٦) (الأعلاف الخطيرة : ١ / ١ / ٤٠٤)