وقد ولد بهذه المحلة شيخ الإسلام جمال الدين يوسف المزي ؛ خاتمة السماط (١).
«العونية (٢)» :
محلتها كانت خندق البلدة قديما الآخذ إلى باب الأربعين. وآثار السور باقية هناك.
__________________
أ ـ ف : حاشية في الأصل ، وفي (م*): [جمال الدين بن عبد الرحمن المزي] «قال في الذيل : خاتمة الحفاظ جمال الدين يوسف بن عبد الرحمن بن يوسف بن عبد الملك بن يوسف بن علي بن أبي الزهر المزي ؛ قال الذهبي : وهو خاتمة سماط أهل الحديث الإمام أعجوبة الزمان شيخنا العلامة الحافظ الناقد المحقق المفيد محدث الشام أبو الحجاج بن الزكي أبي محمد القضاعي الكلبي الحلبي ثم الدمشقي.
مولده في ربيع الآخر أربع وخمسين وستمائة. برع في طلب الحديث وله عشرون سنة. وسمع ، ورحل. وعني بهذا الشأن فصار نسيج وحده وفريد دهره. وإليه المفزع والمهرع. وأقر له الحفاظ بذلك. وبالتقدم على أبناء عصره. وسمع منه الحفاظ. وولي مشيخة دار الحديث الأشرفية ثلاثا وعشرين سنة ونصفا. ـ قال شيخ الإسلام ابن تيمية : لما باشرها لم يلها من حين بنيت إلى الواقف فإن احتج من فيه الرواية ومن فيه الدراية قدم من فيه الرواية. انتهى.
وكان خطه مليحا. وهو الذي قرر سنن ابن ماجه بحلب لانتفاع الناس به ، ومن نظر في كتاب تهذيب الكمال علم محله من الحفظ. وبالجملة فما رأى أحد مثله. ولا رأى مثل نفسه ، وكان صالحا سليم الباطن متواضعا ، قليل الكلام وقد بالغ في الثناء عليه ابن حبان ، ابن سيد الناس وغيرهما من العلماء. وإذا نظرت في كتابه الأطراف عرفت علمه وقضيت بالعجب العجاب. ـ توفي رحمه الله تعالى في صفر سنة اثنين وأربعين وسبعمائة وقد زرت قبره عند ابن تيمية ـ قدس الله سره ـ ولما توفي أراد أن يلي دار الحديث الأشرفية الحافظ الذهبي فلم يكن من ذلك لفقد شرط الواقف في اعتقاد الشيخ فيه.».
ب ف : حاشية في الأصل. وفي (م*): «تصغير عن».