وما مثل الدنيا وطلاب مثلها |
|
سوى جيف من حولهن كلاب |
فتبا لها مذ جرّدت سيف غدرها |
|
لقتل الورى وما جف منه ذباب (١) |
فكم قتلت من ذي جلال ولم يقل |
|
كأن نفوس العالمين ذباب (٢) |
لقد راع قلبي من تقلب دهره |
|
أمور قضت أن الحياة سراب |
حوادث لم تتركن بي غير أدمع |
|
يشاب طعام لي بها وشراب |
أرى الناس يمضي واحدا بعد واحد |
|
ولم أرهم بعد الترحل آبوا(٩٢ ظ) ف |
وهم كحباب الماء يعلو فينطفئ |
|
ولا طمع في أن يدوم حباب |
يذيب (١) الثرى من ليس يحصون كثرة |
|
كهول وشيب قد مضوا وشباب |
تفقدت أترابي فألفيت كلهم |
|
تضمنهم بطن التراب فغابوا |
فماذا انتظاري أن فيهم لأسوة |
|
فلم يبق إلا أن تحث ركاب |
ولكن أرجي أن أعيش لعلني |
|
ييسر لي قبل الممات متاب |
وكان يهون الموت لو ترك الفتى |
|
ولم يكن في يوم الحساب عقاب |
ولكننا نجزى ونسأل في غد |
|
ونقطع من دون الخلاص عقاب |
فلا يتمني الموت شخص لشدة |
|
ينال بها من دهره ويصاب |
إذا مات فات الأمر وانقطع الرجا |
|
ولم يبق إلا موقف وحساب |
وما دام حيا قد يوفق للتقى |
|
فيفعل فعلا صالحا فيثاب (٢) |
عجبت لهذا الدهر يفنى خياره |
|
وهم فيه زين أن ذا لعجاب |
لقد أخذ الموت اللباب فلم يدع |
|
سوى القشر لا يلفى لديه لباب |
__________________
أ ـ ف : حاشية في الأصل : «ذبابة السيف : حده».
ب ـ ف : حاشية في الأصل : «جمع ذبابة».
(١) في الأصل : يذب.
(٢) في رواية أخرى : ويشاب.