__________________
ـ وقد وقف العبد الصالح الشهير بالخيرات والمبرات الحاج إسماعيل بن الحاج حسين الميري وقفا على أربعة بوابين معينين من طرفه. وشرط التولية على نفسه لحفظ الجامع من وطئ النعل. فجزاه الله خيرا. وفي سنة عشرة ومائة وألف تولى تولية الجامع المرقوم فقيها إذ ذاك علي أفندي الشهير بالأسدي واعتنى بشأنه ، وفتح المحراب الأصفر وهو الآن محل صلاة الشافعية. وكان مملوءا بالتراب. وأحدث دكاكين في الباب الشرقي من الجدار الشمالي جميعا من دف. وبقيت الدكاكين إلى سنة تسع وستين ومائة وألف. وفي هذه السنة اشتد دلف الجامع وتوهنت (في الأصل : وتوهن.) ظواهره وبواطنه فاهتم لذلك الرجل الموفق أبو التقي عبد الله بن الرجل الصالح الحاج حسن الشهير بالميري.
فباشر (تليسه) ظاهرا وباطنا. وجدد أبواب القبلية والاشباك التي فوق الأبواب. وهي في غاية الجودة من عمل الأستاذ محمد بن البدوي النجار واعتنى به غاية الاعتنا [ء] في مدة ثمانية أشهر وأصرف لذلك مالا كثيرا فجزاه الله خيرا.
وجعل في جدران المحراب الأصفر الرفوف. ووضع الرفارف التي على الباب الشمالي والباب الشرقي.
ولما وصل العمل (بالتليس) من الداخل وجد شقا عظيما في القبو من فوق باب القبلية الذي في الجدار القبلي من جهة السوق إلى فوق الحضرة ـ أعني مقام سيدنا زكريا عليه الصلاة والسلام ـ فاجتهد في عمله المعلمون غاية الاجتهاد وسدوه.
وكان بالمحراب الأصفر في الجدار الشرقي باب كبير وقدامه دكة عرض ذراعين من الحائط القبلي إلى الحائط الشمالي فأشار برفعها ، فرفعت. واتسع المكان برفعها. وكان مقطوعا بالدف من الحائط القبلي إلى الحائط الشمالي من العضادة الثالثة من جهة الغرب.
وكان أيضا بالحجازية دكة من جهة الشمالية مقدار ثمانية أذرع فرفعها ودفف أرضها جميعا. وجدد مجرى ماء البركة من أرض الحجازية. وكذلك مجرى بركة الحجازية. وجعل جدرانها مدققة (ف : مدققا.) أيضا. وجدد بناء المطهرة. وحول بابها إلى خارج باب الجامع الشمالي. فإن بابها كان من دخل الجامع ، وفرش المحراب الأصفر والحجازية بالطنافس جزاه الله خيرا. ـ