٢ ـ أفاض ابن عبد البر (١) فى الترجمة له ، ونقلها عنه ابن الأثير (٢). وفى هذه الترجمة ذكر صاحب «الاستيعاب» رأى القائلين بأنه لا صحبة له «ابن معين ، وابن حنبل رأيهما من رأى الواقدى السابق» (٣). وعلّل ابن معين قوله ـ لا تصح له صحبة ـ بأنه رجل سوء «إشارة إلى ما ارتكبه من فظائع وجرائم» (٤). وذكر رأى الدارقطنى بأنه تصح صحبته ، لكنه لم تكن له استقامة بعد النبي صلىاللهعليهوسلم ؛ لقتله الطفلين فى عهد معاوية (٥). ورجح ابن عبد البر أن القتل حدث باليمن ، لا بالمدينة (٦). وجدير بالذكر أن ابن عبد البر أضاف أن أهل الشام جعلوه أحد من بعثهم عمر مددا لعمرو ، ورجح صاحب الاستيعاب أن الذي كان معهم هو خارجة بن حذافة ، لا بسر (٧).
٣ ـ أما الذهبى ، فأورد نص الواقدى المشهور بأن بسرا ولد قبل موت النبي صلىاللهعليهوسلم بسنتين (٨) ، وقطع بأنه لا صحبة له ، وأن هذا هو الصحيح (٩).
٤ ـ ذكر ابن حجر مختلف الآراء المذكورة حول صحبة بسر (١٠) ، ومسلكه فى كتابه «الإصابة» يشير إلى أنه يرجح صحبته (١١) ، وإن لم يصرح بذلك بطريق مباشرة.
__________________
(١) الاستيعاب ١ / ١٥٧ ـ ١٦٧.
(٢) أسد الغابة ١ / ٢١٣ ـ ٢١٤.
(٣). ١ / ١٥٧.
(٤) أسد الغابة ١ / ٢١٤. وقد أفاض ابن عبد البر فى ذكر تلك الفظائع ، وفيها : سبى النساء المسلمات ، وبيعهن فى السوق ، فأيتهن كانت أعظم ساقا ، اشتريت على عظم ساقها (الاستيعاب) ١ / ١٦١.
(٥) المصدر السابق : ١ / ١٥٩ ، وأسد الغابة ١ / ٢١٤.
(٦) الاستيعاب ١ / ١٥٩. وعنه نقل ابن الأثير فى (أسد الغابة) ١ / ٢١٤.
(٧) الاستيعاب ١ / ١٥٨.
(٨) تاريخ الإسلام ٥ / ٣٦٧. ويلاحظ أن ابن حجر أورد هذا النص عن الواقدى فى (الإصابة) ج ١ / ص ٢٨٩ ، لكنه سقطت منه لفظة (موت) ، ولم يفطن إلى ذلك المحقق. وقد أدى إلى تغير المعنى تماما ؛ إذ صار بسر أكبر من النبي صلىاللهعليهوسلم بسنتين ، وهو ما لا يصح.
(٩) تاريخ الإسلام ٥ / ٣٦٩.
(١٠) تهذيب التهذيب ١ / ٣٨١ ـ ٣٨٢.
(١١) ذكره فى ج ١ ص ٢٨٩ ـ ٢٩٠. ويلاحظ أنه ذكر فى القسم الأول من (الصحابة) ، وهو الذي عرّف المذكورين به بأنهم من جاءت روايته أو ذكره بما يدل على صحبته ، سواء كان الإسناد بذلك صحيحا أم لا. (السابق ١ / ٢٦٥).