يقتاتون منها ؛ ربما لعدم وجود رواتب ثابتة لهم ، تغنيهم عن امتهان هذه الأعمال ، وتفرغهم لتحصيل العلم. ومن هذه الأعمال ما يلى : «نفّاط فى البحر ، ودبّاغ ، وبزّاز ، وفرّاء ، وصبّاغ الخيل ، ومختار الخيل ، والعسّال ، واللوّاز ، والخيّاش ، والقلّاء ، والضرّاب ، والحذّاء ، والطحّان ، والتمّار ، والتاجر ، والصوّاف ، وأخيرا بواب الإسكندرية «وهذه مرتبطة بأحداث الفتح ، وهى مهنة أحد الروم الذين ساعدوا فى فتح الإسكندرية».
وفى «تاريخ الغرباء» : اهتم بمناصب جديدة ، فبالإضافة للترجمة لبعض ولاة مصر الوافدين عليها من خارجها ؛ ترجم لبعض ولاة «إفريقية ، والأندلس». وترجم لأحد الخلفاء «مروان بن الحكم» ، ولولى عهد عبد الملك «عمرو بن سعيد بن العاص». وفى مجال القضاء اهتم بقضاة الأندلس ، وببعض الغرباء الذين ولّوا بمصر قضاء بعض الأقاليم ، مثل : قضاء تنيس ، وبعض قضاة الأندلس. وأشار إلى «ولاية أحدهم قضاء الرملة من قبل» ، وترجم لمن ولى القضاء بمصر بالإنابة ، وذكر بعض الشهود ، وترجم لحاجب القاضى. وأضاف ـ فى هذا الكتاب ـ الاهتمام بترجمة صاحب «الخراج» ، ووالى ديوان «الأحباس» ، وأحد الوزراء ، وصاحب «شرطة الفسطاط» ، ووالى الحسبة ، ووالى العشور ، وصاحب المكس ، وصاحب المقياس ، وصاحب الصلاة بالأندلس ، وبعض من ولى بحر إفريقية ، ومن ولى غزو البحر بمصر ، وبعض المؤدّبين بجامع الفسطاط وغيره ، وعرّف بأحد الجند المتميزين «سمّاه الجند المقدّم». وكذلك ترجم لأحد الأطباء ، والوعاظ. وإلى جانب ما تقدم من جديد ، ترجم لبعض ذوى المناصب التقليدية المعروفة ، ممن اهتم بهم ـ أيضا ـ فى «المصريين» ، مثل : إمام الجامع ، والقصاص.
ومن الحرف البسيطة التى زاولها بعض الغرباء ، الذين وفدوا إلى مصر : «دلّال يبيع البزّ ، وورّاق ، وصائغ ، وعطّار ، وتاجر ، ووشّاء ، وجبّاب ، ونخّاس ، وسكّرى ، ومن يقوم بعمل المراوح ، والقبّيطة ، وبائع الكندر».
(٣) من حيث البلدان والأقاليم التى يقيم بها ، أو يرحل إليها ، أو ينسب إليها المترجمون (١) :
أ ـ لا ريب أن المترجمين فى «تاريخ المصريين» أقام كثير منهم فى حاضرة مصر
__________________
(١) سيكون عمل فهرس تفصيلى بالبلدان الواردة فى ثنايا الكتابين من الأهمية بمكان ؛ لتسهيل مهمة الباحثين والقراء.