صغيرة من خيم الشعر الأسود وذلك لرعي قطعانهم ورعاية غلالهم. وجميع المزارع في كردستان تروى بمياه الأمطار فقط (١) ، إذ لا ريّ اصطناعي فيها.
درجة الحرارة ٤٠ د في الخامسة ق. ظ ، و ٧٩ د في الثانية ب. ظ. و ٥٩ د في العاشرة. الريح نهارا خفيفة شمالية غربية. ليلة هادئة. كان البرد شديدا في ليلة البارحة بدرجة أنه أثّر في رجالنا الذين أرختهم الراحة تأثيرا بليغا. هذا وإن كانت درجة الحرارة ٧٩ د في الثانية ب. ظ ، إلا أنها لم تستمر إلا لمدة نصف ساعة في درجتها هذه.
٥ أيار :
كان ثمة طل كثير في هذا الصباح ، لم أر مثله منذ سنوات عديدة ، وبعد بزوغ الشمس بقليل ظهرت ظاهرة القوس قزح الغريبة وقد ارتسمت بانعكاسات أشعة الشمس على ضباب الصباح. وعند الفجر ظهرت لنا سلسلة (قنديل داغ) باتجاه عشر درجات شمالية شرقية ، تلك السلسلة التي تؤلف جبال (ره واندز) و (آكو) و (سكنه) و (صاووق بولاق) ، وما هي في الحقيقة إلا امتداد لجبال (زوغروس) التي تؤلف الحدود الكبرى بين إيران وتركية ؛ وقد غطتها الثلوج حتى حضيضها المرئي لنا ، أما قممها فكانت متعرجة وناتئة.
سرنا في الخامسة والنصف كالمعتاد ، واتجهنا باتجاه شمالي شرقي للوقوع على طريق كركوك. هنالك طريق أكثر استقامة بين (جمجمال) و (ده ربه ند) ، ومسيرته ثلاث ساعات ، إلا أننا فضلنا طريق كركوك لأنه الأسهل. وقد أصبحت الأرض ذات أخاديد وشقوق تزداد كلما تقدمنا عليها ، والتربة حمراء قاتمة تقترب من اللون القرمزي إذا ما نظر المرء
__________________
(١) يسمي الأهلون الزراعة المعتمدة على مياه الأمطار بالديم ، وهي كلمة عربية أما الرز والقطن فيرويان اصطناعيّا في البلاد التي لا أمطار استوائية فيها.