٢٣ آذار :
مرت بنا ليلة عاصفة. ورياح هذا الصباح شمالية غربية. وقد علمت توّا بوجود طريق تؤدي من هنا إلى (قه ره ته به) ، أطنني سأتبعها.
وكنت اليوم أتلهى بالنزهة في الأماكن المجاورة والجلوس في بستان حيث استمعت إلى موسيقى كردي عجوز من قبيلة (سووزمه ني) (١) التي اشتهر أفرادها بالموسيقى والرقص. وكان هذا العجوز يعزف عزفا لا بأس به على «كمان» محلية أو رباب ذي وترين بأنغام مطربة. وقد عاد مرة أخرى في المساء ليطربني فأنشد عدة أغاني بدائية باللّغة الكردية.
درجة الحرارة في الثالثة ب. ظ. اليوم ٦٦.
ها أنا ذا هنا بعد أن قمت برحلة أكثر ما تكون غرابة وأهمية. وقد كانت من الغرابة والتوفيق بنتائجها مما تعد من المشروعات التي نصممها أحيانا من غير ما تتاح لنا إمكانية تطبيقها. فقد غادرنا خانقين في الرابع والعشرين منه برفقة سليم آغا الذي أصر على مصاحبتي في سفرتي ، ومعه جماعة قوية من حرسه الخيالة ، وذلك تفاديا للخطر الذي قد نتعرض له من مؤخرة حرس جيش أمان الله خان (٢) عدا قطاع الطريق الذسين يقال بأنهم يحتلون المضائق في هذه المنطقة وأن عددهم يبلغ ٥٠٠ خيال. وكنا نبعث بعض الحرس في الطليعة والجناحين ، كما كان (به ل لي نو) والسيد المعروفين بقوة بصرهما قد انفصلا عنا وسارا أمامنا يتطلعان إلى الطريق. والأراضي هنا جبلية ، والركوب لمدة خمس ساعات مريح جدّا.
__________________
(١) وصحيحها (سووره ميري).
(٢) هو حاكم إيالة (سه) في كردستان الإيرانية.