والثانية ساسانية والثالثة كوفية. أما الحجر المنحوت فكان نوطا يمثل ظفرا رومانيّا. وهكذا أتيح لي أخيرا الحصول على عادية ساسانية لطيفة جدّا ، عليها بعض الكتابة. وفي مكان اسمه (اون ايكي إمام) الأئمة الإثنا عشر والذي يبعد عن كفري أربعة عشر ميلا تقريبا ربوة أخرى من الروابي العديدة في هذه الربوع ، والظاهر أن عهدها يرجع إلى عهد الخرائب الساسانية ، المبعثرة في تلك الأماكن تبعثرا واسعا. وقبالة أون ايكي إمام ، في سلسلة التلول الجبسية ، نجد منابع النفط. وقد اكتشف منبع صغير قبل عام في تلك التلول على مسيرة بضع دقائق غربي (كفري). أما القروي الذي اكتشفه فقد اعتقلته الحكومة التركية وجلدته جلدا مبرحا لحمله على الاعتراف فيما إذا باع نفطا من المنبع قبل الإعلان عن اكتشافه. وبنتيجة التعذيب الذي لاقاه من جراء اكتشافه المشؤوم هذا اضطر على الهجرة وبيته إلى إيران ، حيث استوطن مرتاحا كما يدّعي. ومن الصدف أنه كان في كفري وأنا فيها ، لقضاء أعمال له وقد قص علي القصة بذاته فقال : «إن الله لم يهنىء الأتراك بالنفط لظلمهم ، إذ إن المنبع الذي كان فياضا جدّا عند اكتشافي له ، نشف عندما جلدت ، أما الآن فلا تنبع منه إلا بضع قطرات لا شأن لها».
درجة الحرارة ٨١ د في الثالثة ب. ظ ، و ٦٦ د في العاشرة ب. ظ رياح خفيفة متقلبة ، ومطر قليل من الغرب ليلا ، وبرق في الشرق.
٢٨ نيسان :
ركبنا جيادنا صباحا في السادسة إلا ثلث ، وقد حضر الضابط معنا وأصرّ على مرافقتي إلى مسافة من الطريق. وطريقنا على سلسلة تلول حصوية تتشعب من تلال (كفري) وتتصل بالتلال التي اجتزناها قبل بضعة أيام ، ولا يقاطع طريقنا إلا مسيل (كفري) ذلك المسيل الذي شق لنفسه طريقا في وادي (جمن) الذي مررنا به بطريقنا إلى (اسكي