في أوروبا إلا
قليلا ، وكان لي هناك الكثيرون من المعارف من مواطنيها الذين وصلتني منهم الكثير
من الدعوات الملحّة لزيارتهم ، فقد سرني أن تتاح لي فرصة أخرى لإرواء غليلي الذي
لا تنطفىء ناره ، لمشاهدتي بلادا جديدة.
وإنني لأشعر في
هذه المرة ، أن من واجبي أن أسوح بصفتي الرسمية. وهذا مما جعل قرينتي السيدة (ريج)
تتجشم متاعب السفرة المنهكة في محمل مستور أو ال «تختروان» ترعاها الخادمات وحاشية الحرم . ولتخفيف المتاعب عنها على قدر المستطاع ارتأيت أن يرسل
معها جواد تمتطيه عندما لا تتعرض إلى الأنظار. واضطررت شخصيّا بحكم واجبي ومركزي
إلى استصحاب الكثير من موظفي دار الإقامة وخدمها ، واستصحاب من طلب السماح له
برفقتنا ، كي نؤلف جماعة كثيرة العدد. وتخلصا من النفقات الواجب صرفها على الجنود
المحليين الذين يرافقوننا لحمايتنا في الطريق ، استصحبت حرسا مؤلفا من خمسة وعشرين
سباهيّا وضابط صفهم (سوبيدار) ، وهم الذين خصصتهم حكومة (بومباي) كحرس خاص لدار
الإقامة. ولهؤلاء الحراس حرمتهم ، وهم رهط من الرجال البواسل ، وكانوا جذلين
برحلتهم هذه ، على ما لاح لي.
__________________