في مكان أدنى من مقام الأوروبي فيتقدمون عليه ، فهم يسعون لإجلاسك في صدور مجالسهم ويعاملونك إجمالا كما يعاملون أحد كبرائهم.
لقد سافر المستر (به ل لي نو) هذا المساء في جولة أثرية إلى (همدان) و (كرمنشاه).
٢٨ آب :
استعرض أمامي مساء اليوم السربازيون ـ الجنود النظاميون ـ ولدى الوالي (٣٠٠) جندي منهم جندهم قبل عام أسوة (بعباس ميرزا) الذي أرسل له ضابطا روسيّا وبعض الجنود الروس لتدريبهم وقدم له طبولا ومزامير .. أما تدريبهم فيجري على الطريقة الإنكليزية ، ومن الغريب أن تسمع الطبول والأبواق الإيرانية تعزف قطعة «الكريناديه البريطانية» فالضباط وخيرة الجنود السربازين هم الآن مع الوالي ، ولم يبق في (سنه) إلا مائة منهم وكلهم حديثو العهد بالجندية على ما قيل لي. وهم يشبهون مضيف (فولستاف) (١) ولباسهم القبعات الإيرانية الاعتيادية والستر الإيرانية الطويلة أدخلت في سراويل من الكتان الأبيض وهو لباس ، لا ينسجم على أناس يمثلون الجندية تمثيلا محزنا. ويبدو لي أنه لم يحصل من تدريبهم على نتيجة تذكر بمثل تلك المدة القصيرة. فقد كانوا يحملون بنادق إنكليزية جيدة اشتراها لهم الوالي من الشاه الذي يتاجر باستيرادها من الهند فيبيعها بثمن باهظ إلى أولاده ورعيته. لقد كان أحد الروس يصدر الإيعازات وآمر الفوج واقفا إلى جانبه وبيده هراوة راع ، يمعن بها ضربا على رؤوس وأقدام الجنود ، ولم يكن لباسه رسميّا ، بل كان مرتديا اللباس الإيراني المعتاد.
__________________
(١) يشير المستر ريج بذلك إلى رجل مضحك ، لا كفاءة له اسمه (جه ستس شالو) جاء ذكره في القسم الثاني من مؤلف (شكسبير) المعنون الملك هانري الرابع ـ المترجم.