كانت تسليتنا ليلة أمس الاستماع إلى عزف من كرديين فلاحين على ال (بلوير) أو مزمار الكرد المصنوع من القصب ، وقد عزفا سوية وكانت الأنغام خافتة شجية ، إلا أن الألحان كانت حزينة ورتيبة مملة إلى حد ما ، وكانت أحسن الألحان أغنية اسمها (ليلى جان) وأخرى تبتدئ بكلمات (ئه زده نالم) (١).
وقد أراد أحد خدم مهمانداري أن يغني ، فبدأ بأنشودة كئيبة مؤلفة من أبيات شعرية عديدة ، وكان يصل بين شطري البيت الواحد بنحبة وينهيه بشهقة ، أما الأغنية ذاتها فكانت تمثل العويل.
ويسمى مزمار الراعي الكردي بالشمشال وهو مصنوع من الخشب المخروط وصوته عال ، إلا أنه غير مستنكر ، ولا سيما عندما تردد الجبال صداه ، وللرعاة نداءات خاصة لجميع أغنامهم ، ويقال إن هذه الأغنام تدرك معنى تلك النداءات الإدراك كله. وهذا المزمار يحتاج إلى نفس عميق يخرج العازف عند العزف عليه صوتا أشبه بالهمهمة وذلك بشدة التضييق على نفسه. وقد غنى لنا كوراني من (سنه) أغنية سنوية كانت أشبه بصرخة حزينة ، وقد أبان السليمانيون الحاضرون أنهم لم يفهموها إلا قليلا.
__________________
(١) وما عدا هذه كثيرا ما أنشدت لنا أغان كردية مشهورة ك (مه م كوزه به ناز)(Mem Kuzha Ba Naz) و (مل كي جان) و (آزيزي).